أمر الله -تعالى- عباده بذكره في كلّ الأحوال، وبيّن عظيم الأجر المترتّب عليه، يقول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ)،[١] وكذلك حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على ذكر الله وبيّن أهميته وآثاره الإيجابية على الفرد، فقد شبّه المداوم على ذكر الله بالحيّ وشبّه الغافل عنه بالميت، أخرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ والذي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ)،[٢] ولذلك نال الذكر مرتبةً جليلةً بين العبادات والطاعات ورُتّب عليه الأجر العظيم والثواب الجزيل من الله -تعالى-.[٣][٤]


آثار الغفلة عن ذكر الله

تترتّب العديد من الآثار بسبب الغفلة عن ذكر الله -تعالى-، يُذكر منها:


الاتصاف بالظلم

فمَن أعرض عن ذكر الله -تعالى- وغَفِل عنه فقد ظلم نفسه باستغنائه عن ذكر الله والفضائل والأُجور المترتبة عليه، والبُعد إجمالاً عن الطاعات والعبادات التي تُرضي الله -سبحانه-، قال -تعالى-: (وَمَن أَظلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعرَضَ عَنها)،[٥] فالإعراض عن العبادات والطاعات خسارةٌ عظيمةٌ.[٦]


عدم اتّباع الحق

يُجازي الله -تعالى- مَن أعرض عن ذكره بأن يجنّبه الحقّ واتّباعه والتفقّه فيه، فلا يهتدي إليه ولا يسلكه، قال -عزّ وجلّ-: (وَمَن أَظلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعرَضَ عَنها وَنَسِيَ ما قَدَّمَت يَداهُ إِنّا جَعَلنا عَلى قُلوبِهِم أَكِنَّةً أَن يَفقَهوهُ وَفي آذانِهِم وَقرًا وَإِن تَدعُهُم إِلَى الهُدى فَلَن يَهتَدوا إِذًا أَبَدًا).[٥][٦]


انتقام الله من المعرضين عنه

وعد الله -تعالى- بانتقامه من عباده الغافلين المُعرضين عنه، المتّبعين الباطل، المُنشغلين عن الحقّ، قال -عزّ وجلّ-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ).[٧][٦]


الشقاء

الإعراض عن الله -تعالى- والغفلة عنه وعدم اتّباع صراطه المستقيم من أسباب شقاء العبد وعدم توفيقه، قال -سبحانه-: (وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى).[٨][٦]


العقاب

يُعاقب الله -عزّ وجلّ- مَن أعرض عنه من عباده، ولم يلتزم أوامره ولم يتّبع صراطه المستقيم، فقد عاقب الأمم السابقة كعاد وثمود بسبب إعراضهم عن دعوة الحق، قال -تعالى-: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ[٩] وقال أيضاً: (وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا).[١٠][٦]


اتباع وساوس الشيطان

إنّ الإعراض عن ذكر الله -سبحانه- والغفلة عنه من أسباب اتّباع وساوس الشيطان والانقياد لها، ممّا يؤدي إلى الإعراض عن طريق الحقّ، قال -تعالى-: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ*وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ*حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ*وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ).[١١][٦]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7405، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:6407، صحيح.
  3. "فضل الذكر"، إسلام ويب، 28/06/2012، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  4. "والذاكرين الله كثيراً"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سورة الكهف، آية:57
  6. ^ أ ب ت ث ج ح الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم (15/9/2014)، "الحث على ذكر الله والتحذير من الإعراض عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  7. سورة السجدة، آية:22
  8. سورة طه، آية:124
  9. سورة فصلت، آية:13
  10. سورة الجن، آية:17
  11. سورة الزخرف، آية:36-39