هل الستار من أسماء الله الحسنى؟

لم يرد اسم الستار وكذلك الساتر في أسماء الله الحسنى، إذ إن أسماء الله الحسنى توقيفية؛ أي ينبغي أن نتوقف فيها بما ثبت في نصوص الكتاب والسنة على أنه اسم من أسماء الله الحسنى، وبناء على ذلك فإنه لم يثبت في النصوص الشرعية اسم الستار أو الساتر فلا يمكن اعتبارهما من أسماء الله الحسنى، وإنما يدخلان في باب الخبر عن الله عز ّوجلّ؛ أي أُخبر عن الله عز وجل أنه ستار،[١][٢] فالله سبحانه وتعالى يستر ذنوب عباده وخطاياهم، إذاً فمعناهما حقيقي يوصَف به الله عزّ وجلّ، ومن هنا ذهب العلماء إلى أنه لا حرج من الدعاء بهما بقولنا: يا ساتر أو يا ستار باعتبار أنهما من باب الخبر عن الله عزّ وجلّ، وهو باب أوسع من باب الأسماء الحسنى.[٣][٤]


الستير من أسماء الله الحسنى

ورد اسم الستير في نصوص السنة النبوية، فهو مأخوذ من الحديث الصحيح في قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحبُّ الحياءَ والسِّترَ فإذا اغتسل أحدُكم فلْيستترْ)،[٥][٦] ولكن مما تجدر الإشارة إليه أن هناك من العلماء من اعتبر الستّير وصفاً لله عزّ وجلّ وخبراً عنه، ولم يعتبروه اسماً من أسماء الله الحسنى، أي أن هناك خلافاً بين العلماء في ذلك.[٧]


معنى اسم الله الستير

يقال في اللغة سَتَرَ الشيء إذا غطّاه وأخفاه، فالستر معناه الإخفاء، يقال: ستر يستر ستراً،[٨] والستير: الذي من شأنه حبّ الستر، وهي صيغة مبالغة من الفعل سَتَرَ، وهو اسم ٌمن أسماء الله الحسنى.[٩]


شرح اسم الله الستير

إن الله سبحانه وتعالى كثير الستر والحياء، يستر على عباده كثيراً من ذنوبهم وعيوبهم وقبائحهم، وذلك في الدنيا والآخرة، فلا يفضحهم، بل يسترهم سبحانه بما ييسر لهم من أسباب الستر، وقد رغب الله سبحانه وتعالى عباده بالستر حيث قال صلى الله عليه وسلم: (وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)،[١٠] فحذّر عباده من المجاهرة بالمعاصي والذنوب، فما يجب على المسلم إذا وقع في ذنب أو معصية أن يتوب إلى الله عز وجل ويقلع عن ذنبه فلا يجاهر أو يتفاخر به بين الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه)،[١١] فإذا وقع المسلم في الذنب فليستر نفسه ولا يجاهر بمعصيته فيستحق بذلك مقت الله عزّ وجلّ وغضبه.[١٢][١٣]


أدعية يمكن الدعاء بها لنيل ستر الله

  • اللهم إني أسألك باسمك الستير أن تسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك.
  • اللهم يا غفار يا ستار استر ذنوبنا واغفرها لنا يا الله.
  • اللهم يا ستير يا الله استرعيوبنا عن الناس وجمّل بواطننا وظواهرنا بما يرضيك عنا.
  • اللهم اجعلنا ممن يستر المسلمين فلا يتتبع عوراتهم وعيوبهم، واسترنا في الدنيا والآخرة يا ستار يا الله.


المراجع

  1. محمد المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 723. بتصرّف.
  2. ناصر الدين الألباني، موسوعة الألباني في العقيدة، صفحة 208-209. بتصرّف.
  3. ناصر العقل، مجمل أصول أهل السنة، صفحة 20. بتصرّف.
  4. "حكم قول المرء "يا ستار" أو "يا ساتر""، إسلام ويب، 26-4-2004، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2021. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن يعلى بن أمية، الصفحة أو الرقم:4011، صحيح.
  6. محمد التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 334. بتصرّف.
  7. ناصر العقل، مجمل أصول أهل السنة، صفحة 20. بتصرّف.
  8. "تعريف و معنى ستر في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 17/12/2021. بتصرّف.
  9. "تعريف و معنى الستير في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 17/12/2021. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6069، صحيح.
  12. محمد التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 334. بتصرّف.
  13. سعيد القحطاني، شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 190-191. بتصرّف.