أسماءُ اللهِ الحسنى أسماءُ مدحٍ وثناءٍ وتمجيدٍ لله تعالى، أثبتها اللهُ تعالى لنفسه في كتابهِ القرآن الكريم أو في السنة النبوية على لسانِ رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فقال في كتابه: (اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ لَهُ الأَسماءُ الحُسنى)،[١] ومعرفةَ أسماء الله الحسنى توّرثُ خشيةَ الله ومحبته، وتزيد إيمان العبد، وتبعث في نفسه شعور تعظيم الله والثقة به، وحسن الظنّ به، وتنفي اليأس والقنوط من رحمة الله، فمعرفة أسماء الله الحسنى والتعرف إليها والعلم بها سبيلٌ إلى النجاةِ من الذنوبِ والمعاصي وإصلاحِ القلوبِ وتزكيةِ النفس، ومن أسماء الله الحسنى التي ثبتت عنه اسم الله الستّير، وفيما يلي بيان وشرح معناه.


السَّتير من أسماء الله الحسنى


معنى اسم الله الستير

الستير من سَتَر يستر، و سَتَرَ الشيء، أي: غطّاهُ، وحجبهُ، وأخفاه، فالستر هو الخفاء، والستّير صيغة مبالغة من الفعل ستر، فهو الذي من شأنه حب الستر والصون والحياء،[٢] وقد ورد اسم الله تعالى الستّير في السنة النبوية، حيث جاء في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحبُّ الحياءَ والسِّترَ فإذا اغتسل أحدُكم فلْيستترْ)،[٣] إلا أن بعض أهل العلم قد اعتبر أن الستّير هو وصف لله تعالى وخبرٌ عنه، ولس اسماً من أسمائه.[٤]


شرح اسم الله السَّتير

فيما يلي شرح اسم الله الستّير:[٥][٦]

  • أي إن الله تعالى يحب الستر، ويبغض القبائح، فهو سبحانه كثير الستر لعيوب عباده، يستر القبائح في الدنيا، ويستر الفضائح في الآخرة، فستره لعباده يشملهم في الدنيا والآخرة، فهو سبحانه يستر عيوب عباده وإن كانوا مجاهرين بها، ويغفر ذنوبهم مهما عظمت وكثرت، فلا يفضحهم بها، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وهذا من كمال رحمته وحلمه بعباده، وكرمه لهم.
  • ومن ذلك أن الله عزّ وجل قد أمر عباده بستر العورات، وحثّهم على حبّ الستر، سواء كان الستر لنفسه أو لغيره، حيث أخرج الإمام مسلم في صحيحه الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).[٧]
  • وحذّر عباده كذلك من المجاهرة في المعصية والتفاخر بها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه).[٨]
  • فحريّ بالمسلم إذا وقع في معصية أو ذنب، أن يستر نفسه، ولا يجاهر بذنبه، وأن يسارع في التوبة إلى الله تعالى واستغفاره، ويسأله باسمه الستّير بدوام الستر عليه وتمامه في الدنيا وفي الآخرة، ليغفر الله له، ويعفو عنه، ويستر ذنوبه ومعاصيه.


المراجع

  1. سورة طه، آية:8
  2. "معنى الستير في معجم المعاني الجامع"، المعاني، 21/12/2021، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2021. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن يعلى بن أمية، الصفحة أو الرقم:4011، صحيح.
  4. ناصر العقل، مجمل أصول أهل السنة، صفحة 20. بتصرّف.
  5. "الستير جل جلاله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
  6. محمد التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 334. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6069، صحيح.