التكبير من أجلّ العبادات ومن أعظمها عند الله -سبحانه وتعالى-؛ وهو اعتراف من العبد بأنّ الله هو الخالق الذي ليس له إله غيره، وهو المُتصرّف بكلّ شيء، والمالك له، فله تخضع السماوات والأراض ومَن فيهنّ، بالإضافة إلى أنّه الكبير الذي لا أكبر منه، والذي ليس كمثله شيء، وذلك من أهمّ أسباب غرس الطمأنينة والثقة في نفس العبد؛ لأنّه يعلم أنّه الوحيد القادر على نفعه، وضرّه، فيتوكّل عليه وحده، ولا يجعل حاجته عند غيره؛ لهذا رغّب الله -عزّ وجلّ- فيه؛ فقال: "وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ".[١][٢]


فضل التكبير

يكمن فضل التكبير في أنّ الطمأنينة والثقة التي تغرسها معانيه في نفس العبد من شأنها تشجيعه وحثّه على الإقبال على طاعة الله -تعالى- بوجدانه وجوارحه، واتِّباع أوامره، والابتعاد عمّا نهاه عنه، الأمر الذي يُقوّي صِلته به، فينال بذلك مَحبّته -تعالى- له.[٣]


صِيغة التكبير

لم يرد أيّ نصّ يُحدّد صيغة مُعيَّنة للتكبير؛ فالأمر واسع، ويجوز للمسلم أن يُكبّر الله بأيّ صيغة يشاء، إلّا أنّ من الصِّيغ المُستحبَّة في ذلك بحسب أقوال العلماء ما يأتي:

  • الحنفيّة: وقد ذهبوا إلى أنّ صيغة التكبير: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد".[٤]
  • المالكيّة: وقد ذهبوا إلى جواز التكبيرباستخدام أيّ صيغة ممّا يأتي:[٥]
  • "الله أكبر، الله أكبر".
  • "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
  • الشافعيّة: وقد ذهبوا إلى أنّ صيغة التكبير: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جُنده، وهزم الأحزاب وحده".[٦]
  • الحنابلة: وقد ذهبوا إلى أنّ صيغة التكبير: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".[٧]


أنواع التكبير

يُقسَم التكبيربشكل عام إلى نوعين؛ هما: التكبير المُطلَق، والتكبير المُقيَّد، وذلك على النحو الآتي:[٨]

  • التكبير المُطلَق: ويُشير معناه إلى أنّه يجوز للمسلم أن يُكبّر الله -تعالى في أي حال، وفي أيّ وقت، وفي أيّ مكان؛ ويُسَنّ فيه الجهر للرجال، بينما لا يجوز للنساء ذلك في حضرة غير المحارم، ويُشار إلى أنّ التكبير المُطلَق يُشرَع للمسلم في الأيّام الأولى من شهر ذي الحجّة، وفي عيد الفِطر، وفي يوم النحر (يوم الأضحى)، وفي أيّام التشريق الثلاثة؛ سواء كان ذلك في الأسواق، أو المساجد، أو البيوت، أوغيرها من الأماكن التي يجوز ذِكر الله -تعالى- فيها.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يُؤدّى في أدبار الصلوات المفروضة؛ أي بعد الانتهاء من أدائها، ويبدأ به المُحرِم بالحَجّ من بعد صلاة ظهر يوم عيد الأضحى (يوم النحر)، ويستمرّ به إلى عصر اليوم الثالث من أيّام التشريق، بينما يبدأ به غير الحاجّ من صلاة فجر يوم عرفة، ويستمرّ به إلى عصر اليوم الثالث من أيّام التشريق أيضاً.


المراجع

  1. سورة المدثر، آية:3
  2. عبدالسميع الأنيس (2016-05-02)، "التكبير مواطنه وأثره في التربية الإيمانية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-18. بتصرّف.
  3. الفقه الإسلامي/i582&n110&p1 "حكمة التكبير"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-18. بتصرّف.
  4. بدر الدين العيني، البناية شرح الهداية، صفحة 129. بتصرّف.
  5. ابن شاس، عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة، صفحة 175. بتصرّف.
  6. محمد بن قاسم الغزي، فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب القول المختار في شرح غاية الاختصار، صفحة 103. بتصرّف.
  7. ابن المُنجَى، أبو البركات، الممتع في شرح المقنع، صفحة 574. بتصرّف.
  8. وزارة الأوقاف السعودية، صلاة العيدين، صفحة 16-17. بتصرّف.