كيفية الذكر بالقلب

ذكر الله بالقلب حالةٌ من حالات ذكره التي يُمكن الإتيان بها بعدةٍ صورٍ بيانها فيما يأتي:[١]

  • الإيمان بالله -تعالى- وحده وعدم الإشراك به شيئاً.
  • الاعتقاد يقيناً بوحدانيّة الله -تعالى- واستحقاق تفرّده بالألوهية والربوبية، فلا إله غيره ولا أحد يستحقّ العبادة إلّا هو -سبحانه-.
  • اليقين بأنّ الله -تعالى- متصفٌ بصفات الكمال ومنزّهٌ عن أي نقصٍ في أسمائه وصفاته وأفعاله.
  • استشعار عظمة الله -عزّ وجلّ- وجلاله وعظيم مكانته.
  • محبّة الله -سبحانه-، والحرص على أداء كلّ عملٍ يُرضيه وينال العبد بسببه محبّة ربّه.
  • الخشية والخوف من الله -عزّ وجلّ- وتجنّب ارتكاب أي عملٍ يُغضبه خوفاً ورهبةً منه -سبحانه-.
  • استسلام القلب وخضوعه لله -تعالى- وتسليم الأمور إليه.
  • الرغبة فيما عند الله -تعالى-، والتعلّق به، ورجاء الأمور منه.
  • التوكّل والاعتماد على الله -تعالى- وحده وعدم الخوف من أي وقوعٍ أي أمرٍ.


مشروعية الذكر بالقلب

يُشرع للعبد ذكر الله -سبحانه وتعالى- بالقلب فقط، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)،[٢] وقد فضّل بعض العلماء ذكر الله بالقلب على ذكره باللسان، قال ابن بطّال في شرح البخاري: (قال الطبري: فإن قيل: أي الذِّكْرين أعظم ثواباً: الذكر الذي هو بالقلب، أو الذِّكْر الذي هو باللسان؟ قيل: قد اختلف السَّلف في ذلك، فروي عن عائشة أنَّها قالت: لأن أذكرَ الله في نفسي أحبُّ إليَّ من أن أذكُره بلساني سبعين مرَّة، وقال آخرون: ذِكْر الله باللِّسان أفضل؛ روي عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود قال: ما دام قلْب الرَّجُل يذكر الله تعالى فهو في صلاة، وإن كان في السُّوق، وإن تحرَّك بذلك اللِّسان والشَّفتان، فهو أعظم).[٣]


فضل الذكر بالقلب

ينال مَن ذكر الله -عزّ وجلّ- بالقلب فقط أجراً وفضلاً على الذكر إلّا أنّه أقل أجراً من ذكره باللسان والقلب معاً فذكر الله بهما أعلى مرتبة من الذكر وتليها مرتبة ذكره بالقلب فقط، وذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده دون تدبّر معاني الأذكار والتفكّر فيها، قال الإمام ابن القيّم -رحمه الله-: (وإنّما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده؛ لأنّ ذكر القلب يُثمر المعرفة ويهيّج المحبة ويُثير الحياء ويبعث على المخافة ويدعو إلى المراقبة ويزع عن التقصير في الطاعات والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يُوجب شيئاً منها فثمرته ضعيفةٌ).[٤]

المراجع

  1. الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر (11/6/2014)، "فضل ذكر الله ، وبماذا يكون ؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7405، صحيح.
  3. خالد عبد المنعم الرفاعي (2015/8/17)، "ذكر الله بالقلب فقط دون تحريك الشفتين"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  4. "أحوال الذكر الثلاث"، إسلام ويب، 10/2/2003، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.