مجالس الذكر

يُراد بمجالس الذكر: مكان اجتماع عددٍ من الأشخاص لذكر الله، أو تلاوة القرآن، أو سماع كلامٍ طيبٍ، أو تعلّم الشريعة، وغيرها من الأمور النافعة والأعمال الصالحة.[١]


حكم مجالس الذكر

مجالس الذكر من الأعمال الصالحة التي حثّ عليها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ورغّب بها في عددٍ من الأحاديث الصحيحة، منها: ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).[٢][١]


آداب مجالس الذكر

يُستحسن بمَن حضر مجالس الذكر التحلّي بعدّة آدابٍ بيانها فيما يأتي:


الحرص على النظافة والرائحة الطيبة

يُستحسن بمَن أراد حضور مجالس الذكر أن يتنظّف ويتطيّب ويتجنّب كل ما يتسبّب بالروائح الكريهة، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن أكَلَ ثُومًا أوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا).[٣][٤]


ذكر الله والصلاة على النبي

حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على الصلاة عليه وذكر الله في مجالس الذكر وحذّر من ترك ذلك، إذ قال: (ما جَلسَ قومٌ مجلِسًا لم يذكُروا اللهَ فيهِ ولم يُصلُّوا على نبيِّهم إلَّا كان عليهم تِرةٌ فإنَّ شاءَ عذَّبَهم وإن شاءَ غفرَ لَهم).[٥][٤]


مراعاة آداب الحديث

يجدر التحلّي بآداب الكلام والحديث في مجالس الذكر؛ بعدم قطع حديث الآخرين، والإنصات والاستماع، وانتقاء الكلام الطيب النافع، وتجنّب الجدال واللغو من الكلام.[٤]


الجلوس في موضعٍ مناسبٍ

ينبغي بمَن حضر مجالس الذكر الجلوس في موضعٍ مناسبٍ، فعلى سبيل المثال: إن كان المجلس على شكل حلقةٍ فلا بدّ من مراعاتها وعدم الجلوس في وسطها أو في طرفٍ بعيدٍ عنها، وألّا يُفرّق بين اثنين جالسَين إلّا بإذنهما، وتجنّب مزاحمة الجالسين للجلوس في الأمام، وعدم أمر أحدٍ بالقيام من مجلسه للجلوس في موضعه، وإفساح مكانٍ للداخلين إن كان المجلس ضيقاً.[٤][٦]


ذكر كفارة المجلس قبل الانصراف

يُسنّ ترديد دعاء كفارة المجلس قبل الانصراف منه بقول: (سبحانكَ اللهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنتَ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ).[٧][٤]


فضائل مجالس الذكر

تترتّب العديد من الفضائل على حضور مجالس الذكر فيما يأتي بيان عددٍ منها:


السكينة والرحمة

تتنزّل على أهل مجالس الذكر السكينة والرحمة بفضل حضورهم تلك المجالس، كما تحفّهم الملائكة وتُحيط بهم، ويُذكرهم الله -عزّ وجلّ- في الملأ الأعلى، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).[٢][٨]


مباهاة الله بأهل مجالس الذكر

يُباهي الله -تعالى- مَن حضر مجالس الذكر، فيذكر فضلهم وحُسن أعمالهم ويُثني عليهم أمام الملائكة، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: (إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ علَى حَلْقَةٍ مِن أَصْحَابِهِ، فَقالَ: ما أَجْلَسَكُمْ؟ قالوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ علَى ما هَدَانَا لِلإِسْلَامِ، وَمَنَّ به عَلَيْنَا، قالَ: آللَّهِ ما أَجْلَسَكُمْ إلَّا ذَاكَ؟ قالوا: وَاللَّهِ ما أَجْلَسَنَا إلَّا ذَاكَ، قالَ: أَما إنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فأخْبَرَنِي، أنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بكُمُ المَلَائِكَةَ).[٩][٨]


مغفرة الذنوب

يغفر الله -تعالى- لعباده الحاضرين مجالس الذكر ذنوبهم وخطاياهم بفضل حضورهم وتعلّمهم، قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحين في الأرض فُضْلًا عن كُتَّابِ الناسِ، يطوفون في الطُّرُقِ، يلتمسون أهلَ الذِّكرِ، فإذا وجدوا قومًا يذكرون اللهَ تنادوا: هَلُمُّوا إلى حاجاتِكم، فيَحفُّونهم بأجنحتِهم إلى السماءِ الدنيا، فيسألهم ربُّهم، وهو أعلمُ منه : ما يقول عبادي؟ فيقولون: يُسبِّحونك، ويُكبِّرونك، ويحمَدونك، ويمجِّدونك... فيقول: فأُشهدِكُم أني قد غفرتُ لهم).[١٠][٨]


ذكر الله لهم

ينال مَن يحضر مجالس الذكر فضل وشرف ذكر الله له، قال -تعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).[١١][٨]

المراجع

  1. ^ أ ب "حكم الاجتماع لذكر الله"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه مسلم، في صحح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699، صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:5452، صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث ج "آداب مجالس الذكر والدين"، إسلام ويب، 30/8/2005، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3380، حسن صحيح.
  6. عصام بن محمد الشريف (22/8/2017)، "آداب المجالس في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي برزة الأسلمي، الصفحة أو الرقم:4859، حسن صحيح.
  8. ^ أ ب ت ث "مجالس الذكر.. فضائل ومنافع"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2701، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2173، صحيح.
  11. سورة البقرة، آية:152