ما هو الذكر المقيد؟

يقصد بالذكر المقيد أنه الذكر الذي قيّد قوله بزمنٍ معينٍ، أو بمكانٍ معينٍ، أو بحالٍ معينٍ، أو بعددٍ معينٍ، والأصل في هذا النوع من الأذكار أن يفعله المسلم كما ورد، خلافاً للذكر المطلق الذي ليس له سببٌ لقوله، فيذكر المسلم الله -تعالى- وهو على أي حال، في أي وقتٍ،، وفي أي مكانٍ، ودن أن يتقيّد بعددٍ معين،[١] وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)،[٢][٣] وقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ)،[٤] وآتياً بيان أنواع وصور الذكر المقيد:[٥][٦]


الذكر المقيد بزمنٍ معيّن

وهي الأذكار التي ورد في شأنها أن تقال في أزمنةٍ معينةٍ، ومن أمثلتها:[٥][٦]

  • أذكار الصباح والمساء؛ ومنها: (اللهم بك أصبَحْنا ، وبك أمسَينا ، وبك نحيا ، وبك نموتُ ، وإليك النُّشورُ).[٧]
  • أذكار النوم؛ ومنها: (بِاسْمِكَ رَبِّ، وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ).[٨]
  • الأذكار التي تقال بعد الصلوات؛ ومنها: (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ).[٩]
  • الأذكار التي تقال قبل الوضوء وبعده؛ ومنها: (أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه . اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين).[١٠]


الذكر المقيد بمكانٍ معينٍ

وهي الأذكار التي يشرع قولها عند التواجد في أماكن معينةٍ، أو عند دخول مكانٍ معينٍ والخروج منه، ومن أمثلتها:[٥][٦]

  • أذكار دخول المسجد والخروج منه؛ ومنها إذا دخل المسجد: (أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ).[١١]
  • أذكار دخول المنزل والخروج منه؛ ومنها إذا خرج من المنزل: (بسمِ اللهِ ، توكَّلتُ على اللهِ ، لا حولَ و لا قوةَ إلا باللهِ).[١٢]
  • أذكار دخول الخلاء والخروج منه؛ ومنها إذا دخل الخلاء: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ).[١٣]
  • أذكار دخول المقبرة؛ ومنها: (السَّلامُ عليْكم أَهلَ الدِّيارِ منَ المؤمنينَ والمسلمينَ وإنَّا إن شاءَ اللَّهُ بِكم لاحِقونَ أنتم لنا فرَطٌ ونحنُ لَكم تبَعٌ أسألُ اللَّهَ العافيةَ لنا ولَكم).[١٤]


الذكر المقيد بحالٍ معينٍ

وهي الأذكار التي ورد قولها عندما يكون المسلم في حالةٍ معينةٍ غير حاله المعتاد، ومن أمثلتها:[٥][٦]

  • الأذكار التي تقال عند الإصابة بمصيبة؛ ومنها: ({إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} 156، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها).[١٥]
  • الأذكار التي تقال عند السفر، ومنها إذا ركب دابته مسافراً: (كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ: سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا...).[١٦]
  • الأذكار التي تقال عند الإصابة بالكرب والهم، ومنها: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ).[١٧]


الذكر المقيد بعدد معين

وهي الأذكار التي ورد في شأنها نصوص وأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تقال بعددٍ معينٍ مترتباً على ذلك أجرٌ وفضيلةٌ، ومثال ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛ كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ).[١٨][١٩]


المراجع

  1. "ما حكم الزيادة على العدد الوارد في الأذكار ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2/11/2022. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:41-42
  3. "أقسام الذكر وأوقاته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/11/2022. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:373، حديث صحيح.
  5. ^ أ ب ت ث صالح السدلان، ذكر وتذكير، صفحة 9. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، الذكر والدعاء، صفحة 58. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5068، حديث صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6320، حديث صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:591، حديث صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:55، حديث صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:466، حديث صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6419، حديث صحيح.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:142، حديث صحيح.
  14. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:2039، حديث صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم اسلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:918، حديث صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1342، حديث صحيح.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6346، حديث صحيح.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3293، حديث صحيح.
  19. "الذكر بعدد معين بين السنة والبدعة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/11/2022. بتصرّف.