ما هي أنواع ذكر الله؟

يتفرّع ذكر الله إلى نوعَين بيانهما آتياً:[١]

  • ذكر الله المطلق: وهو ذكر الله الذي لم يُحدّد بوقتٍ أو مكانٍ أو حالٍ، فيُردّد على اللسان في سائر أوقات اليوم، كالاستغفار أو التسبيح أو التهليل في أي وقتٍ من اليوم والليلة.
  • ذكر الله المقيد: وهو الذكر المحدّد بزمانٍ أو مكانٍ أو حالٍ، ومن الأمثلة عليها: أذكار ما بعد الصلوات، وذكر ما بعد الأذان، وغيرها من الأذكار التي وردت أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ردّدها في زمانٍ أو مكانٍ ما، وتجدر الإشارة إلى أنّ الذكر المقيّد مقدّمٌ على الذكر المطلق؛ لِما فيه من اتّباعٍ للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فعلى سبيل المثال: فإنّ الأفضل لمَن سلّم من صلاته أن يردّد أذكار ما بعد الصلاة.


ما هي أفضل أنواع الذكر؟

اتّفق العلماء على أنّ أفضل أنواع الذكر قراءة القرآن في غير الأوقات والأماكن والأحوال المحدّة بأذكارٍ معينةٍ، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: (الأوراد الشرعية من الأذكار والدعوات الواردة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: فالأفضل أن يؤتى بها في طرفي النهار بعد صلاة الفجر وصلاة العصر، وذلك أفضل من قراءة القرآن؛ لأنها عبادةٌ مؤقتةٌ تفوت بفوات وقتها، أمّا قراءة القرآن فوقتها واسعٌ).[٢]


ما هي أحوال ذكر الله؟

ذكر الله -تعالى- يكون على ثلاثة أحوالٍ بيانها فيما يأتي:[٣]

  • ذكر الله بالقلب واللسان: وهو أفضل أحوال الذكر، وأعلى مرتبة من مراتبه، إذ إنّ الذكر بالقلب واللسان ممّا يُحيي القلب على محبّة الله والخشية والخوف منه، واتّباع أوامره، واجتناب نواهيه، قال العلّامة ابن القيم -رحمه الله-: (إنّما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده لأنّ ذكر القلب يثمر المعرفة ويهيج المحبة ويثير الحياء ويبعث على المخافة ويدعو إلى المراقبة ويزع عن التقصير في الطاعات والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يُوجب شيئاً منها فثمرته ضعيفةٌ).
  • ذكر الله بالقلب: وهي المرتبة الثانية من مراتب الذكر، ويكون بالتدبّر والتمعّن بالأذكار وترديدها بطاناً دون النطق بها باللسان.
  • ذكر الله باللسان: وهي أدنى مرتبة من مراتب الذكر، ورغم أنّه أدنى مرتبةً إلّا أنّ له العديد من الفضائل؛ منها: تعويد اللسان عليه، وشغله بالنافع المفيد بعيداً عن النطق بما يُوجب المعاصي والسيئات؛ كالغيبة والنميمة وغيرهما، كما أنّ النطق بالذكر أفضل من الصمت، قال الإمام الغزالي في ذلك: (الاستغفار باللسان أيضاً حسنةً؛ إذ حركة اللسان بها عن غفلةٍ خيرٌ من حركة اللسان في تلك الساعة بغيبة مسلمٍ أو فضول كلامٍ، بل هو خيرٌ من السكوت عنه، فيظهر فضله بالإضافة إلى السكوت عنه وإنّما يكون نقصاناً بالإضافة إلى عمل القلب)، وتجدر الإشارة إلى أنّ مَن يذكر الله بلسانه فقط ينال أجراً وثواباً إلّا أنّه أقلّ من أجر من يذكره بقلبه ولسانه معاً.

المراجع

  1. الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح (20/2/2016)، "ذكر الله تعالى: أنواعه وفضائله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.
  2. محمد صالح المنجد (10/3/2013)، "ما هو أفضل الذكر على الإطلاق؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.
  3. " أحوال الذكر الثلاث"، إسلام ويب، 10/2/2003، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.