السَّلام اسم من أسماء الله الحسنى الذي ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية، قال تعالى: {هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ}،[١] وكان نبينا الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- يقول بعد جلوسه من صلاته: (اللهمَّ أنتَ السلامُ ، ومنكَ السلامُ ، تبارَكْتَ ياذا الجلالُ والإكرامُ)،[٢] وفيما يأتي بيان معنى اسم الله السلام وشرحه.


معنى وشرح اسم الله السلام


معنى اسم الله السلام

السَّلام من الفعل سَلِمَ، والسلامة هي: العافية والبراءة من الأذى والعاهة، واسم الله السَّلام: أي السّالم من كلِّ آفةٍ وعيبٍ ونقصٍ وذمٍّ، ومن له الكمال المطلق، وقد عرَّفه ابن فارس في معجمه مقاييس اللغة فقال: الله جلَّ ثناؤُه هو السلام، لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء،[٣] والسلام بمعنى البراءة من المكروه والعيب، والأمراض والأسقام، وتحقيق الأمن والطمأنينة والحصانة.


شرح اسم الله السَّلام

فيما يلي شرح اسم الله السلام:[٤][٥]

  • أي أن الله جلَّ جلاله بذاته وأسمائِه وصفاته العُلى وأفعاله سالمٌ سلامةً تامَّة من كلِّ نقصٍ وعيبٍ يعتري المخلوقات، فاسم الله السلام متضمن لإثبات جميع الكمالات له، ونفي جميع النقائص عنه.
  • فالله سبحانه وتعالى هو السلام في ذاته من كل نقصٍ وعيب، فهو سالمٌ في حياته؛ لا يعتريه موت، ولا مرض، ولا عجز، ولا نومٌ، ولا سِنة، قال تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}.[٦]
  • وهو السلام سبحانه في أسمائه من كل ذمٍّ، فجميع أسمائه أسماء ثناء ومدح وتعظيم، دالة على عظمته وكماله وقدرته.
  • وهو السلام سبحانه في صفاته من مشابهة صفات المخلوقات، فهو سالمٌ من أن يُقاس عليها أيُّ صفة من صفاتهم أو مماثلتهم له سبحانه، فقال في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.[٧]
  • وهوالسلام سبحانه في أفعاله كلِّها من العبثِ والظلم وخلاف الحكمة، فأفعاله وأحكامه كلها عدل، فيُؤمّن الخلق من الظلم والجور، قال تعالى: (وَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلمًا وَلا هَضمًا)،[٨] فكل ما شرعه لعباده هو خيرٌ لهم من كلّ وجه، فشريعته الكاملة تضبط أمور الناس وتحقّق لهم المصلحة في جميع أمورهم.
  • وهو السلام سبحانه في علمهِ من الخفاء والجهل والشكّ، فلا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، فله العلم المطلق جلّ جلاله.
  • وهو السلام سبحانه في كلامه، فلا كذب فيه ولا ظلم ولا خداع، فقال في كتابه: (وَتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدقًا وَعَدلًا).[٩]
  • والله السَّلام قد حكمَ وقضى بسلامة أنبيائه وعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة، فقال في كتابه الكريم: {وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ}،[١٠] وقال أيضاً: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}،[١١] وقال أيضاً: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ}.[١٢]
  • وقد جعل الله تحية المؤمنين بين بعضهم السَّلام، وأمرهم بإلقاء التحية فيما بينهم، فقال في كتابه: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)،[١٣] فالمؤمنُ يُسلِّم على أخيه المؤمن، ويسلِّم على نفسه وعلى عباد الله الصالحين في كل صلاة، بذكر اسم الله السلام مباشرة؛ لتكون تحية خالصة من السوء والشر، جامعة للخير والسلام.
  • وقد وصف الله تعالى الجنة بدار السلام، فقال في كتابه: (لَهُم دارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِم)،[١٤] وذلك لأنها دار السلامة، فهي دائمة لا تفنى ولا تزول، وهي دار السلامة من كل متاعب الدنيا، فهي مبرأة من كل العيوب.
  • فاسم الله السلام يدل على قداسة الله جلّ وعلا، وتنزيهه من كل عيب ونقص، وفيه إرشاد وتوجيه للعبد إلى اتصافه بالقيم والفضائل، وتزكية نفسه وتهذيبها من كل خلق سيء، فيلاقي ربه بقلب سليم، حيث قال تعالى: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[١٥]


المراجع

  1. سورة الحشر، آية:23
  2. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:4688، صحيح.
  3. ابن فارس، مقاييس اللغة، صفحة 90. بتصرّف.
  4. "السلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/12/2021. بتصرّف.
  5. الدكتور سلمان العودة، مع الله الاسم الأعظم وقصة الأسماء الحسنى، صفحة 75-78. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:255
  7. سورة الشورى، آية:11
  8. سورة طه، آية:112
  9. سورة الأنعام، آية:115
  10. سورة طه، آية:47
  11. سورة الصافات، آية:79
  12. سورة الصافات، آية:109
  13. سورة النور، آية:61
  14. سورة الأنعام، آية:127
  15. سورة الشعراء، آية:88-89