هل أذكار الصباح والمساء من الذكر المطلق؟

تعد أذكار الصباح والمساء من صور الذكر المقيّد لا الذكر المطلق؛ إذ إن قولها محددٌ في وقتيْ الصباح والمساء، فهي مقيدةٌ بزمنٍ، خلافاً للذكر المطلق الذي لا وقت له ولا سبب؛ فقولها لا يتقيد بزمنٍ أو مكانٍ أو حالٍ.[١]


وقت قراءة أذكار الصباح والمساء

إن وقت قراءة أذكار الصباح والمساء هو طرفا النهار؛ أي أول النهار وآخره، قال الله -تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى)،[٢] حيث إن أول النهار من طلوع الفجر (صلاة الفجر) إلى طلوع الشمس وهو وقت أذكار الصباح، وآخر النهار من صلاة العصر إلى غروب الشمس (صلاة المغرب) وهو وقت أذكار المساء، ومما يدلّ على هذين الوقتيْن قول الله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[٣] ويقصد بالعشي آخر النهار، والإبكار أولّه.[٤]


فينبغي للعبد المسلم أن يأتي بأذكار الصباح والمساء في هذين الوقتين، فهما أفضل وقتين لقراءتهما، فإن فاته المسلم قولهما في هذين الوقتين فلا بأس أن يأتي بهما في غيرهما، كأن يكون قد عرض عليه عارض وانشغل أو نسي قولهما؛ فيجوز أن يقول أذكار الصباح بعد طلوع الشمس، وأذكار المساء بعد الغروب، ونحو ذلك، ويكتب له الأجر بإذن الله، إلا أنه فوّت الوقت الأفضل.[٥]


أهمية قراءة أذكار الصباح والمساء

تعد أذكار الصباح والمساء من الأوراد المهمة في حياة المسلم؛ حيث إنها من أهم الأذكار التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، ففيها عظيم الأجر والثواب والفائدة، ففي قولها والمحافظة عليها حفظٌ وتحصين ووقاية من الشيطان والشرّ والأذى، ومن ضرّ مصيبةٍ وبلاءٍ،[٦] وهي سبب للإعانة وتيسير الأمور والتوفيق من الله -تعالى-، كما أنها تؤدي إلى الشعور بالطمأنينة في القلب والانشراح في الصدر، وراحة البال، كما أنها سبب لتكفير الذنوب، ومحو الخطايا، ورفع الدرجات، وزيادة الحسنات، وتحصيل الخير والنفع الكثير، من مرضاة الله -سبحانه- وذكره للعبد عند الملأ الأعلى، وغير ذلك من الفضائل والفوائد الكثيرة.[٧][٨]


من أذكار الصباح والمساء

إن أذكار الصباح والمساء كثيرة، آتياً بيان بعضٍ منها:[٩][١٠]

  • قراءة آية الكرسي.
  • قراءة سورة الإخلاص والمعوذتان (سورة الفلق والناس).
  • (أصبَحْنا على فِطْرةِ الإسلامِ، وكَلمةِ الإخلاصِ، وسُنَّةِ نَبيِّنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِلَّةِ أَبينا إبراهيمَ حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان منَ المُشرِكينَ، وإذا أمسَيْنا مثلَ ذلك).[١١]
  • (اللهم بك أصبَحْنا ، وبك أمسَينا ، وبك نحيا ، وبك نموتُ ، وإليك النُّشورُ . وإذا أمسى قال : اللهم بك أمسَينا ، وبك نحَيا ، وبك نموتُ ، وإليك النشورُ).[١٢]
  • (بسمِ اللهِ الذي لا يَضرُ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمِ).[١٣]
  • (أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له قالَ: أُرَاهُ قالَ فِيهِنَّ: له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَشَرِّ ما بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِن عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ وإذَا أَصْبَحَ قالَ ذلكَ أَيْضًا: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ لِلَّهِ).[١٤]
  • (اللَّهمَّ عافِني في بَدَني، اللَّهمَّ عافِني في سَمْعي، اللَّهمَّ عافِني في بَصَري، لا إلهَ إلَّا أنتَ).[١٥]
  • (اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي ، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي).[١٦]


المراجع

  1. "أقسام الذكر وأوقاته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/11/2022. بتصرّف.
  2. سورة طه، آية:130
  3. سورة غافر، آية:55
  4. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، فقه الأدعية والأذكار، صفحة 11. بتصرّف.
  5. صالح السدلان، ذكر وتذكير، صفحة 8. بتصرّف.
  6. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، فقه الأذكار والأدعية، صفحة 12. بتصرّف.
  7. فضائل الذكر عموما وأذكار,يومه ذلك حتى يمسي، ولم "فضل المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/11/2022. بتصرّف.
  8. محمد إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 347. بتصرّف.
  9. "أَذْكَارُ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6/11/2022. بتصرّف.
  10. محمد إسماعيل المقدم، أذكار وآداب الصباح والمساء، صفحة 5. بتصرّف.
  11. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند لشعيب، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:21144، حديث صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5068 ، حديث صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:5088، حديث صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2723، حديث صحيح.
  15. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، الصفحة أو الرقم:5090، إسناده حسن.
  16. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5074، حديث صحيح.