هل يوجد دعاء لطواف العمرة؟

باب الدّعاء في طواف العمرة باب واسع، فللمسلم أنْ يدعو ربّه -سبحانه- بما شاء من الأدعية، ولا شكّ أنّ مقام الطواف مقام له مهابة وجلال، لذا يستحبّ للمسلم أنْ يستغلّ تلك اللحظات المباركة بالذّكر والدّعاء والمناجاة، وما ثبت من الأدعية والأذكار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الطّواف لم يأتِ على سبيل الإلزام، كما لم يأتِ على سبيل الاقتصار عليه دون زيادة.


ولكن لا يخفى أنّه يحسن بالمسلم أنْ يقتدي بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع التّأكيد على مشروعية واستحباب الاستكثار من الدّعاء والذّكر بما يفتح الله به على المعتمر، وعلى المسلم في الطواف أنْ يتنبّه إلى أنّ الأذكار المشتهرة التي اجتهد بصياغتها بعض أهل العلم لا يترتّب على عدم الالتزام بها أثر من حيث صحة الطواف أو العمرة.


أدعية الطواف المأثورة

ما ثبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يكبّر عند استلام الحجر الأسود، ويدعو بدعاءٍ ثابتٍ بين الركن اليماني والحجر الأسود، وفيما يأتي الأدعية والأذكار المأثورة في الطواف:[١]


  • التكبير عند بداية كل شوط في الطواف



(طَافَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ كانَ عِنْدَهُ وكَبَّرَ). [أخرجه البخاري]


  • الدعاء ما بين الركن اليماني والحجر الأسود



عن عبد الله بن السائب -رضي الله عنه- قال: (سمِعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ ما بين الرُّكنينِ: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"). [أخرجه أبو داود بإسناد حسن]



ماذا يفعل المسلم في الطّواف؟

سبق الإشارة إلى أنّه يستحب للمسلم الدعاء في الطواف، والإكثار من ذكر الله -سبحانه-؛ لأنّ الدّعاء مستحبٌّ في كلّ الأحوال؛ فهو في حال الطواف أوْلى، كما يستحبّ له أنْ يترك الحديث سوى من ذكر الله -عزّ وجلّ- أو قراءة القرآن أو أمر بالمعروف أو نهي عن منكر، وما لا بدّ له منه من الكلام، وفي هذا جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الطَّوَافُ حَوْلَ البَيْتِ مِثْلُ الصَّلَاةِ، إِلَّا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ فَلَا يَتَكَلَّمَنَّ إِلَّا بِخَيْرٍ).[٢][٣]


ومن الأمور الحسنة التي يمكن للمسلم أن يشغل وقته بها أثناء الطّواف استذكار سيرة نبيّ الله إبراهيم وولده إسماعيل -عليهما السلام- وهما يقومان ببناء الكعبة المشرفة امتثالاً لأمر الله -عزّ وجلّ-، قال -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[٤]


كما يستحضر المسلم جوانب هامّة في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام في مرحلة الدّعوة بمكة المكرمة، وما لاقوه من مشركي قريش في سبيل إقامة الدّين ونشر الوحدانية، ولا يغيب عن بال المسلم مشاهد فتح مكة، يوم أنْ أكرم الله نبيه الكريم بالفتح المبارك، ودخول النّاس في دين الله أفواجاً.

المراجع

  1. "العمرة وأدعيتها الخاصة والعامة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2023. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:960، صححه الألباني.
  3. ابن قدامة (1997)، المغني (الطبعة 3)، الرياض:دار عالم الكتب للطباعة والنشر، صفحة 224، جزء 5. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:127