الزلزال حكمة وعبرة
الأرضُ من نِعم اللهِ علينا، نعيشُ عليها ونستخرج منها الخيرات ما نأكُله وما ترعى به الأنعام، قال -تعالى-: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}،[١] ومن رحمةِ الله -عزَّ وجل- أن جعل في الأرض كُل ما يحتاجهُ البشر، فباركَ فيها وسخرها لنا وجعلها ثابتة مستقرةً لا تتحرك، حتى نتمكن من البناء عليها، ومن حكمةِ الله -تعالى- أن جعل هذه الأرض جنداً من جنودِه، فتتحرك فتحصل الزلازل، تخويفاً للعباد وتذكيراً لهم بما يجب عليهم وتحذيراً لهم من الشرك به ومخالفة أَمره، لقوله -تعالى-: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}،[٢] فالواجب على المسلمين عند الزلازل المبادرة بالتوبة إلى الله، والاستقامة على دينه، واتباع أَوامره واجتناب نواهيه، والإكثار من الدعاء والاستغفار والذكر، حتى يدفع الله عنهم كل بلاء ويمنحهم كل خير، ويستحبُ أيضاً رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم.[٣]
أدعية تقال عند وقوع الزلزال
لم يرد في السنة النبوية أي دليل على دعاء الزلزال، وإنما يتوجب على الإنسان الدعاء واللجوء إلى الله وقت الشدائد، وقد وردت بعض الآيات والأحاديث التي تقال عند المِّحن والكروب، ومنها:
{رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي}.[سورة القصص، آية:16]
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.[سورة الأعراف، آية:23]
(يا حيٌّ يا قيومُ برحمتِكَ أستغيثُ).[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4777، صحيح.]
(لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ لا إله إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمُ، لا إله إلا اللهُ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضِ وربُّ العرشِ الكريمُ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6346، حديث صحيح.]
(اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:4186، صحيح.]
(اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا).[رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أسماء بنت عميس، الصفحة أو الرقم:1525، صحيح.]
(اللهمَّ إنِّي أسألُكَ العَافِيَةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إنِّي أسألُكَ العَفْوَ والعَافِيَةَ في دِينِي ودُنْيايَ، وأهلِي ومالِي اللهمَّ اسْتُر عَوْرَتِي، وآمِنْ رَوْعَاتِي اللهمَّ احْفَظْنِي من بَيْنِ يَدَيَّ ومن خلفي، وعن يَمِينِي وعن شِمالِي، ومن فَوْقِي، وأعوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ من تَحْتِي).[رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:912، صحيح.]
(اللهمَّ أنت ربِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ عليك توكلتُ وأنت ربُّ العرشِ العظيمِ، ما شاء اللهُ كان وما لم يشأْ لم يكنْ ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ، أعلمُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنَّ اللهَ قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا وأحصَى كلَّ شيءٍ عددًا، اللهمَّ إني أعوذُ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشيطانِ وشرَكِه، ومن شرِّ كلِّ دابةٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِها إنَّ ربِّي على صِراطٍ مستقيمٍ).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:925، حديث إسناده صحيح على شرط الشيخين.]
(اللهمَّ لا تقتلْنا بغضبِك ولا تهلكْنا بعذابِك وعافِنا قبلَ ذلك).[رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8/98، إسناده صحيح.]
(اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ. اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا).[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1276، صحيح.]
(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2739، صحيح.]
اللهم إنك أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء، نحن عبيدك بنو عبيدك نواصينا بيدك، ماض ٍ فينا حكمك عدل فينا قضاؤك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك اللهم ادفع عنا البلا والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إني أستودعك جميع المسلمين والمسلمات في بلاد المسلمين واجعل ما أصابهم خيرًا ونعمةً عليهم، اللهم احفظهم وأنت خير الحافظين.
اللهم اغفر لنا إنك أنت الغفور الودود، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم لا تؤاخذنا بسوء أعمالنا.
اللهم احمنا وإخواننا المسلمين من كوارث الزلازل والبراكين وغيرها برحمتك يا أرحم الراحمين.
أحاديث نبوية تحث على الدعاء عند الزلزال
لم يرد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أحاديث للزلزال، لكن هذه بعض الأحاديث التي يمكن أن تُذكر عند الكوارث والظواهر الطبيعية:
- (إنَّ هذه الآياتِ التي يُرسلُ اللهُ لا تكون لموتِ أحدٍ، ولالحياتِه، لكنَّ اللهَ يُرسِلُها يخَوِّفُ بها عبادَه، فإذا رأيتُم منها شيئًا، فافزَعوا إلى ذِكرِ اللهِ ودُعائِه واستغفارِه).[٤]
- (ألا أخبرُكم بشيءٍ إذا نزَل برجلٍ منكم كَربٌ، أو بلاءٌ، مِن أمرِ الدنيا دعا به ففرَّج عنه ؟ دعاءُ ذي النونِ : لا إلهَ إلا أنتَ سُبحانَكَ إني كنتُ منَ الظالِمينَ).[٥]
- (مَن قال: بسمِ اللهِ الذي لا يَضرُ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمِ . ثلاثُ مراتٍ، لم تصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبحَ، ومَن قالها حينَ يُصبحُ ثلاثَ مراتٍ لم تُصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي).[٦]
المراجع
- ↑ سورة الملك، آية:15
- ↑ سورة فصلت، آية:53
- ↑ محمد موسى (29/3/2011)، "دروس من الزلازل والكوارث"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2260، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2846، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:5088، صحيح.