أذكار الحج عند الإحرام

يجب على المرء إذا أحرم بالحجّ أن يعقد النية في قلبه، ويُمكن الدعاء عند نية الإحرام بالحجّ بأيّ صيغةٍ تدلّ على ذلك، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (خرَجنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى مَكَّةَ، فسَمِعْتُهُ يقولُ: لبَّيكَ عُمرةً وحجَّةً).[١][٢]


لِذا يُستحبّ للمسلم أن يقول عند إحرامه بالحجّ مثلاً: "لبّيك اللهم حجَّاً خالصاً لوجهك الكريم"، أو "اللهم إنّي نويت الحجّ فيسّره لي"، والأفضل أن يقول بعد ذلك: "فإنْ حبَسَني حابسٌ فمحِلِّي حيث حبستني".[٢]


وبعد الإحرام يتشغل الحاج بالتلبية، وصيغتها: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ)،[٣] ويبدأ بها بعد إحرامه، وينتهي وقتها عند البدء برمي جمرة العقبة في يوم النحر.[٤]


أذكار الحج في الطواف

يُسنّ للحاجّ عند بدء الطواف واستلام الحجر الأسود أن يكبّر الله -تعالى-، فقد ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (طَافَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ كانَ عِنْدَهُ وكَبَّرَ)،[٥] ويفعل ذلك كلّما مرّ بمحاذاة الحجر الأسود،[٦] ويمكنه أن يقول: "بسم الله والله أكبر"، فقد أُثِر ذلك عن ابن عمر -رضي الله عنه-.[٧]


وإذا انتهى من الطواف يُسنّ له أن يذهب خلف مقام النبي إبراهيم ويقول: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)،[٨] ثمّ يُصلّي ركعتيّ الطواف، والسنّة أن يقرأ في الركعة الأولى بسورة الكافرون بعد الفاتحة، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية.[٩]


وإذا وصل الحاج في طوافه بين الحجر الأسود والركن اليماني يُسنّ أن يدعو فيقول: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)،[١٠] ويفعل ذلك أيضاً كلّما مرّ بينهما.[١١]


أذكار الحج عند السعي بين الصفا والمروة

يُسنّ للحاجّ إذا ارتقى على الصفا أن يقرأ قول الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)،[١٢] ثمّ يستقبل الكعبة، ويوحّد الله ويُكبّره، ثمّ يقول: (لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)،[١٣] ويفعل مثل ذلك إذا وصل إلى المروة.[١٤]


أذكار الحج يوم عرفة ويوم النحر

يُسنّ للحاجّ أن يُلبّي الله ويُكبّره في يوم عرفة، ويُسنّ ذلك أيضاً في يوم النّحر بعد دفع الحاج من مزدلفة إلى منى، ويفعل ذلك حتى يرمي جمرة العقبة، ثمّ يُكبّر الله -تعالى- في أيام التشريق، وممّا يدلّ على ذلك ما يأتي:[١٥]

  • يقول أحد التابعين: (أنَّهُ سَأَلَ أنَسَ بنَ مَالِكٍ وهُما غَادِيَانِ مِن مِنًى إلى عَرَفَةَ: كيفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ في هذا اليَومِ، مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالَ: كانَ يُهِلُّ مِنَّا المُهِلُّ فلا يُنْكِرُ عليه، ويُكَبِّرُ مِنَّا المُكَبِّرُ فلا يُنْكِرُ عليه).[١٦]
  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (... والَّذي بعثَ محمَّدًا بالحقِّ لقد خرجتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من منًى إلى عرفةَ، فما ترَكَ التَّلبيةَ حتَّى رمى الجمرةَ العقبةَ، إلَّا أن يخلطَها بتَهْليلٍ أو تَكْبيرٍ).[١٧]


أذكار الحج عند رمي الجمرات

يُسنّ للحاجّ أن يُكبّر الله -تعالى- عند رمي الجمرات، ويفعل ذلك عند رمي كل حصاة، فقد ثبت عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (كانَ يَرْمِي الجَمْرَةَ الدُّنْيَا بسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ يُكَبِّرُ علَى إثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ... ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ الوُسْطَى كَذلكَ... ويقولُ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفْعَلُ).[١٨]

المراجع

  1. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2420، صححه الألباني.
  2. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2181-2183، جزء 3. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1549، صحيح.
  4. الشيخ يوسف العزازي، "أحكام التلبية"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2023. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1613، صحيح.
  6. "من أدعية الطواف والسعي"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2023. بتصرّف.
  7. مجدي فتحي السيد، الصحيح من دعاء الحاج والمعتمر، صفحة 9. بتصرّف.
  8. سورة البقرة، آية:125
  9. محمد حسن عبد الغفار، دروس الشيخ محمد حسن عبد الغفار، صفحة 8، جزء 31. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية:201
  11. "ما يقول أثناء الطواف؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2023. بتصرّف.
  12. سورة البقرة، آية:158
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
  14. سعيد بن وهف القحطاني، حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 135. بتصرّف.
  15. "مواضع التكبير في الحج والعمرة"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2023. بتصرّف.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1659، صحيح.
  17. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:429، أخرجه في صحيحه.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1752، صحيح.