الحر الشديد

إنّ الأجواء بطبيعتها متقلبة دائمًا وهذا رحمة من رب العالمين عز وجل، فلو استمر الطقس على حاله لما تمكن البشر من تحمله لذلك تتوزع الأجواء بأوقات مختلفة، فقد تأتي أيام يشتد فيها الحر كثيرًا، والحر الشديد هو علامة من الله تعالى إلى عباده في الدنيا تدعوهم إلى التفكير بنار جهنم في الآخرة والخوف منها كما تدعوهم إلى التأمل بعذاب الله للكافرين نتيجة عصيانهم وعدم اتباعهم لأوامره، مما يجعل المسلم متمسكًا بالله تعالى ومتقربًا منه بالعبادات والطاعات والإكثار من الصلاة، ومتوجهًا له بالدعاء في مثل هذه الظروف طلبًا منه أن يخفف حدّة هذا الحر على عباده كافّة وبشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فقد كان دعاء النبي الكريم إذا رأى ما يكره أن يقول: (الحمد لله على كل حال)،[١] وإذا رأى ما يحب يدعو يقول: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات)،[٢] ورغم ما نشعر به من حر في هذه الدنيا فإن نار جهنم أشد حرًا والعياذ بالله، قال تعالى: {وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}.[٣][٤]


الثابت في السنة النبوية عن الحر الشديد

  • عن خبّاب قال: (شكَوْنا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حرَّ الرَّمْضاء في جباهِنا وأكفِّنا، فلم يُشْكِنا)؛ أي: لم يزل شكوانا.[٥]
  • عن أبي هريرة أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم).[٦]
  • جاء في الحديث الصحيح عن النار: (اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا، فَقالَتْ: يا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ في الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ في الصَّيْفِ، فَهْوَ أَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ).[٧]
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صَلَّى الله عليه وسلمَ: (ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، قِيل: يا رسول الله، إِنْ كانت لكافية، قال: فضلت عليهن بتسعة وستين جزءًا، كلهن مثل حرها).[٨]


أدعية منوعة تقال عند الحر



(اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا).[رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أسماء بنت عميس، الصفحة أو الرقم:1525، صحيح.]




(لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ لا إله إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمُ، لا إله إلا اللهُ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضِ وربُّ العرشِ الكريمُ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6346، حديث صحيح.]




(اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:4186، صحيح.]




(يا حيٌّ يا قيومُ برحمتِكَ أستغيثُ).[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4777، صحيح.]




(اللهمَّ إنِّي أسألُكَ العَافِيَةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إنِّي أسألُكَ العَفْوَ والعَافِيَةَ في دِينِي ودُنْيايَ، وأهلِي ومالِي اللهمَّ اسْتُر عَوْرَتِي، وآمِنْ رَوْعَاتِي اللهمَّ احْفَظْنِي من بَيْنِ يَدَيَّ ومن خلفي، وعن يَمِينِي وعن شِمالِي، ومن فَوْقِي، وأعوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ من تَحْتِي).[رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:912، صحيح.]




"اللهم خفف عنا حرارة الشمس الحارقة وأجرنا من حر الدنيا والآخرة برحمتك يا رب العالمين".




"اللهم اجعلنا ممن يمشي على الصراط سريعًا فينجو من حرّها ولهبها إلى جنات النعيم".




"سبحان الله يا فارج الهم ويا كاشف الغم فرّج همومنا ويسّر أمورنا وارحم ضعفنا وقلة حيلتنا وارزقنا من حيث لا نحتسب يا رب".




"اللهم نجنا من لفح جهنم وباعد بيننا وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب".




"اللهم أجرنا من هذا الحر الشديد وأجرنا من نار جهنم والطف بنا يا رب فنحن ندعي لك ونرجو الإجابة منك".




"لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر هذا اليوم وحر نار جهنم".




"اللهم خفف عنا وعن المسلمين، اللهم قِنا شر هذا الحر واحمنا منه ومما يحمل من أذى، اللهم لا تجعل فيه المرض ولا الهلاك لأحدٍ من عبادك، اللهم خفف حرارة الشمس وأثرها علينا، اللهم أجرنا من نار جهنم يا رحيم، اللهم أجرنا من حر جهنم يا غافر الذنب وقابل التوب يا غفور يا رحيم".




"نسألك يا الله برحمتك يا رحيم أن تجيرنا وأهلنا وكل المسلمين من حر جهنم ونار جهنم".




"اللهم مع شدة حرارة هذه الأجواء أسألك أن تبرد علينا يا رب العالمين".




"اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم إنا نستغيث بك فأغثنا، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا".




"اللهم إن كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه أو ظلم ظلمناه أو فرض تركناه أو نفل ضيعناه أو عصيان فعلناه أو نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يا رب ولا تطل علينا مداه".




"اللهم خفف شمس الظهيرة وشدة الحر على العمال وكل من يسعى لرزقه في هذه الحرارة يا الله".



المراجع

  1. رواه الشوكاني، في تحفة الذاكرين، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:335، حديث إسناده صحيح.
  2. رواه السيوطي، في الجامع الصغير ، عن عائشة ام المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:6510، صحيح.
  3. سورة التوبة، آية:81
  4. عبد المعطي عبد الغني (10/7/2009)، "الصيف آيات وآفات"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/5/2021. بتصرّف.
  5. رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن خباب بن الارت، الصفحة أو الرقم:309، اسناده صحيح.
  6. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن ابو هريرة، الصفحة أو الرقم:533، صحيح.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن ابو هريرة، الصفحة أو الرقم:617، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابو هريرة، الصفحة أو الرقم:3265، صحيح.