دعاء ذبح العقيقة

جاءتْ مشروعية العقيقة من باب شكر الله -عزّ وجلّ- على نعمة المولود؛ ذكراً كان أم أنثى، وهي مرتبطة بوقت الولادة، بمعنى أنّها تُشرع بعد ولادة المولود، وعامة أهل العلم على أنّها سنّة فعلها النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وحثّ عليها.[١]


والثابت عند جمهور أهل العلم أنّ التّسمية عند الذّبح واجبة، وهي شرط لصحّة الأكل من الذبيحة؛[٢] فيقول المسلم: "بسم الله"، وهذا عام عند كلّ ذبحٍ، ويشمل العقيقة، وأخرج البيهقي في سننه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (عقّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحسن والحسين شاتين يوم السابع، وأمر أنْ يماط عن رأسه الأذى، وقال: "اذبحوا على اسمه وقولوا: بسم الله والله أكبر، اللهم لك وإليك، هذه عقيقة فلان).[٣]


وعند التّحقيق في المسألة نجد أنّه لم يثبت دعاءً خاصاً يقال عند ذبح العقيقة سوى ما تمّ الإشارة إليه، ولكنّ هذا لا يمنع أنْ يبادر أهل المولود بالدّعاء له أنْ يبارك الله مولودهم، وأنْ يبلغ أشدّه، وأنْ يرزقهم برّه، ويقرّ أعينهم بصلاحه وتقواه واستقامته على أمر الله -عزّ وجلّ-.[٤]


التّهنئة بالمولود الجديد

ذهب أهل العلم إلى استحباب التّهنئة بالمولود الجديد، حيث جاء عن الحسين -رضي الله عنه- أنّه علّم أحدهم التهنئة بالمولود؛ فقال له: قل: "بارك الله لك في الموهُوب لك، وشكَرتَ الواهب، وبلغ أشدّه، ورُزقتَ بِرّه".[٥]


ويستحسن أنْ يُرَدّ عليه بالقول: "بارك الله لك، وبارك عليك، وجزاك الله خيراً، ورزقك الله مثله، أو أجْزَل الله ثوابك"، ونحو ذلك من الأدعية التي يعبّر فيها عن شكر المُهنّئ.[٥]


أدعية للمولود الجديد

يُشرع للمسلم أنْ يدعو الله -سبحانه- لمولوده الجديد بما يشاء من الأدعية التي يرجو بها حفاظة الله للمولود ودفع الضّرر عنه، ومن الأدعية المناسبة في هذا المقام ما يأتي:



قال الله -تعالى-: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). [البقرة: 128]





قال الله -تعالى-: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ). [إبراهيم: 40]




قال الله -تعالى-: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). [الفرقان: 74]





  • اللهم يا من لا تأخذه سِنة ولا نوم احفظ (ولدي، ابنتي) بحفظك الجميل، واحرسه بحراستك يا رب العالمين.





  • اللهم إنّي أُعيذ (ولدي، ابنتي) بك من شياطين الإنس والجنّ يا رب العالمين.





  • اللهم إنّ أسألك أنْ تكتب (ولدي، ابنتي) في الصالحين الهداة المهتدين يا أكرم الأكرمين.




  • اللهم اجعل (ولدي، ابنتي) قرّة عين لي في الدنيا والآخرة يا رحمن يا رحيم.





  • اللهم احفظ مولودي من الفتن، ما ظهر منها وما بطن يا أرحم الرّاحمين.





  • اللهم لك الحمد كما أكرمتني بسلامة مولودي حمداً يوافي نعمتك، ويدفع عنه نقمتك يا رب العالمين.



المراجع

  1. عبد الله الطيار (2012)، الفقه الميسر (الطبعة 2)، الرياض:مدار الوطن، صفحة 127-128، جزء 4. بتصرّف.
  2. عبد الرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة 2)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 649، جزء 1. بتصرّف.
  3. أبو بكر البيهقي (2003)، السنن الكبرى (الطبعة 3)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 510، جزء 9.
  4. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 15778. بتصرّف.
  5. ^ أ ب النووي (1994)، الأذكار، بيروت:دار الفكر للطباعة والنشر، صفحة 289. بتصرّف.