توجيه بخصوص طلب رقية لمنع شرب الخمر
خير ما يستعين به العازم على ترك شرب الخمر هو اللجوء إلى الله -عزّ وجلّ-؛ فهو المُعين له -سبحانه- إنْ صدّقت النّية وصحّ العزم، يقول -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ).[١]
والرّقية المشروعة تكون للتّحصين من الأمراض العضوية أو إصابات العين والمسّ والسّحر؛ سواء تلك التي أصابت المرء أو التّحصين لمنع وقوعها،[٢] ومن هنا كان حريّاً بمن يشرب الخمر وأراد أنْ يقلع عنه أنْ يستعين بعد الله -تعالى- بالأخذ بالأسباب؛ فيقوّي إرادته، ويهجر مواطن المعصية، ويترك أصحاب السّوء، وغير ذلك من الأسباب التي تساعده في التّوقّف عن شرب الخمر.
مع التّذكير بضرورة مراجعة المراكز الطبيّة التي تقدّم عوناً في معالجة الإدمان على الخمر، وتوفّر وسائل عديدة في سبيل ذلك.
أدعية يستعين بها العازم على التوبة من شرب الخمر
يعدّ الدّعاء من أعظم أبواب الاستعانة بالله -تعالى- في تحقيق مراد العبد التائب،[٣] ومن الأدعية المناسبة التي يحسُن بالمرء الدّعاء بها لترك الخمر الأدعية الآتية؛ مع ضرورة أنْ يستحضر نيّته الصادقة وعزمه الأكيد على ذلك:
- (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ). [آل عمران: 8]
- (اللهم فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادةِ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَه، أشهدُ أن لا إله إلا أنت، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، وشرِّ الشيطانِ وشِرْكِه. قال: قلْها إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعَك). [أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد]
- (اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي خَطَئِي وَعَمْدِي، اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي). [أخرجه أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم]
- (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ). [أخرجه مسلم]
- (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ). [أخرجه البخاري]
- (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلينا الإيمانَ، وزيِّنهُ في قلوبِنا، وكَرِّهْ إلينا الكُفرَ والفُسوقَ والعِصيانَ، واجْعلْنا مِنَ الرَّاشدينَ، اللَّهُمَّ تَوفَّنا مسلمينَ، وأَحيِنا مسلمينَ، وأَلحِقْنا بالصَّالحينَ، غيرَ خزايا ولا مَفْتونينَ). [أخرجه الحاكم، صحيح على شرط الشيخين]
ومن النّصائح الهامّة التي توجّه لأصحاب المعاصي النّادمين على أفعالهم، والعازمين على تركها تذكيرهم بالمحافظة على ذكر الله وأداء الصلوات الخمس؛ فهي من أنجع الأسباب في المحافظة على الطاعات واجتناب المعاصي والآثام، ومنها شرب الخمر، وفي ذلك يقول المولى -سبحانه-: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).[٤]
المراجع
- ↑ سورة الشورى، آية:25
- ↑ فريق الموقع (22/12/2022)، "أحكام الرقية من المس والسحر والعين وسائر الأمراض"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/6/2023. بتصرّف.
- ↑ خالد بن عبد الرحمن الحسينان، هكذا كان الصالحون (الطبعة 2009)، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ سورة العنكبوت، آية:45