سيد الأذكار

هل تعرف ما هو الدعاء الذي يسمى بسيد الأذكار؟ وهل تعرف الوقت الذي يُقال فيه؟ وفضله العظيم؟ 

سيّد الأذكار هو ذِكر يُطلَق عليه اسم سيّد الاستغفار أيضاً، وذكر من الأذكار التي نرددها في الصباح والمساء بصيغة مُعيّنة يُردّدها الكثير منّا، كما أنّ له فضلًا عظيمًا،[١] وسنتعرّف عليه أكثر في المقال الآتي.

صيغة سيّد الأذكار



"اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ".




فضل سيّد الأذكار

من شأن الحرص على ذِكر سيّد الأذكار والتزامه أن يؤدّي بالمسلم إلى دخول الجنّة، ويتبيّن ذلك من خلال الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "... ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ"،[٢] كما أنّه صفة الأنبياء والأتقياء والأصفياء،[٣] وتتعلّق به المعاني الآتية:

  • طلب التثبيت من الله -تعالى- على التوبة من الذنوب، والمغفرة، والتبرُّؤ منها.[٤][٥]
  • الاعتراف والإقرار بالعبوديّة لله -تعالى- وحده، وتوحيده، وتسبيحه.[٤]
  • الاعتراف بنِعم الله -تعالى-.[٥]
  • تيسير أمور المسلم من رزق، وغيره، وتفريج همومه.[٥]


سبب تسمية سيّد الأذكار بسيّد الاستغفار

يُسمّى سيّد الأذكار بسيّد الاستغفار؛ لِثلاثة أسباب، هي:[٦]

  • الثواب الكثير والعظيم المُترّتب عليه.
  • سرعة استجابته.
  •  اشتماله على مَعانٍ عظيمة.


دلالات الألفاظ في سيّد الأذكار

فيما يأتي تفصيل دلالات ألفاظ سيّد الأذكار:[٦]

  • اللهمّ أنت ربّي: وفيه إقرار الربوبيّة لله -تعالى- وحده؛ أي إفراد الله بالتدبير والخَلق والمُلك وكلّ شيء.
  • لا إله إلا أنت: وتُعدّ هذه الكلمة عظيمة بما تحمله من معنى كبير يتعلّق بطلب مغفرة الذنوب من الله -تعالى-، وقد توسَّل بها النبيّ يونس -عليه السلام- لله وهو في بطن الحوت؛ إذ قال -تعالى-: "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".[٧]
  • خلقتَني وأنا عبدُك: أي خلقتَني من العَدَم ولم أكن شيئاً، وأنا أقرّ أنّني عبدُك؛ تمضي بي أقدارك، ولا أستطيع ردّها، وأُطيعك بما حلّلته لي ولا أعصيك بما حرَّمته عليّ.
  • وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت: أي مُحافظ على ما أوكلته إليّ من الطاعات، وممتنع عن المُحرَّمات، وباقٍ على هذا العهد إلى يوم القيامة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
  • أعوذ بك من شرّ ما صنعت: أي ألجأ إليك، وأستعيذ بك من كلّ شرّ قد أرتكبه.
  • أبوء لك بنعمتك عليَّ: وفيها معنى الاعتراف أنّ كلّ ما يحظى به الإنسان إنّما هي من نِعَم الله وحده، كما أنّ فيها معنى الشُّكر بتسخيرها في ما يُرضي الله دائماً.
  • وأبوء لك بذنبي: أي أعترف لك بكلّ ذنبٍ أذنبتُه.
  • فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت: وفيها إقرار واعتراف بالذنوب، وطلب للغفران من الله -تعالى-؛ فلا أحد يغفر الذنوب سواه.


المراجع

  1. "وقت دعاء سيد الاستغفار"، إسلام ويب، 25/10/2003، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6323، صحيح.
  3. خالد الراشد، دروس الشيخ خالد الراشد، صفحة 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 17. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت سعد البريك، دروس الشيخ سعد البريك، صفحة 10. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. مهران ماهر عثمان، "سيد الاستغفار"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
  7. سورة الأنبياء، آية:87