ينبغي للإنسان المسلم أن يحرص على تحصين بيته ونفسه ونسله من أول ليلة يقضيها؛ فهي فاتحة بيته وأولاده، فإن أمضاها على شريعة الله وسنة نبيه استقامت حياته، وحفظ نفسه، وحصّن أولاده وبيته وزوجه، وإن قضاها على غير ذلك دخل الشيطان على حياته وتسلط عليه، جاء في الحديث الصحيح: (أَمَا لو أنَّ أحَدَهُمْ يَقولُ حِينَ يَأْتي أهْلَهُ: باسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطانَ، وجَنِّبِ الشَّيْطانَ ما رَزَقْتَنا، ثُمَّ قُدِّرَ بيْنَهُما في ذلكَ، أوْ قُضِيَ ولَدٌ؛ لَمْ يَضُرَّهُ شَيطانٌ أبَدًا)،[١] فقول هذا الدعاء يعصم الإنسان من الشيطان، ويعصم أولاده ونسله.[٢]
كيف أحصّن نفسي وبيتي وأولادي؟
يمكن للإنسان المسلم أن يحصّن نفسه وبيته وأولاده من الشرّ والأذى عن طريق التسمك والحرص بما أرشد إليه الدين الإسلامي، وذلك من خلال الالتزام بالأمور التالية:[٣][٤]
تقوى الله -تعالى- والتزام أوامره
لا بدّ للمسلم أن يتقي الله -عزّ وجلّ-، فيلتزم أوامره ويجتنب نواهيه، فيحفظ قلبه من الشهوات والشبهات، ويحفظ جوارحه من ارتكاب المعاصي والمحرمات، فيحافظ على الأعمال الصالحة، ويجتهد في الطاعات، ويتمسك بما أوجب الله من الفرائض؛ وهذا مما يحفظ النفس والأولاد والبيت من كل سوء.
الإكثار من ذكر الله -تعالى-
إن ذكر الله -عزّ وجلّ- له الأثر الكبير في حفظ النفس والأولاد والبيت، فهو الحصن أمام الحسد والسحر والأذى، فيداوم المسلم على الذكر في كل وقت وحين، سواء الذكر المطلق، أو الذكر المقيد؛ كأذكار الصباح والمساء، والأذكار بعد الصلوات المفروضة، وأذكار النوم، وأذكار دخول البيت والخروج منه، ونحو ذلك، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ البَيْتِ الذي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، والْبَيْتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، مَثَلُ الحَيِّ والْمَيِّتِ)،[٥] فالبيوت التي يُذكر الله فيها تكون مليئة بالحياة الإيمانية، وفيها البركة والخير لأهلها، أما البيوت التي لا يذكر الله فيها فهي بيوت خربة كالقبور.
قراءة القرآن الكريم وخاصة سورة البقرة
إن قراءة القرآن الكريم من أهم الأمور التي تساعد في حفظ وتحصين النفس والأولاد والبيت، فينبغي للمسلم الإكثار من تلاوته والاستماع إليه، خاصة السور التي ورد فضلها في الحفظ والتحصين، كسورة الفاتحة، والمعوذات، وآية الكرسي، وسورة البقرة التي قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقرؤوا سورةَ البقرةِ في بيوتِكم ، فإنَّ الشيطانَ لا يدخلُ بيتًا يُقرأُ فيه سورةُ البقرةِ)،[٦] وقال أيضاً: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ)،[٧] والبطلة هم السحرة.
قراءة الرقية الشرعية
إن قراءة الرقية الشرعية من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة، والأذكار والتعويذات النبوية، لها أهمية عظيمة في حفظ المسلم من كل شرّ وأذى، وتحصين بيته وحماية أولاده، فينبغي له أن يداوم على قراءتها والاستماع إليها.
الحرص على نظافة البيت
ينبغي على الإنسان المسلم أن يحافظ على نظافة بيته من الأوساخ والنجاسات؛ إذ إنها منازل الشياطين، فالمحافظة على نظافة البيت سبب للحفظ.[٨]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5165، صحيح.
- ↑ سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ "كيف أحصن نفسي من كل شر ومكروه؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2022. بتصرّف.
- ↑ "الطريق لتحصين البيوت المسلمة من أذى السحر ، والتحذير من المشعوذين"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:779، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1170، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.
- ↑ "10 وسائل لتحصين البيت المسلم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2022. بتصرّف.