جاء عموم قول الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الحثّ على التزام الأذكار والأدعية؛ تقرُّباً إلى الله -تعالى- بشكل عامّ، وربط أدائها بالعبادات المختلفة؛ لتكون منظومة متكاملة؛ ومن هذه العبادات الصلوات الخمس التي شُرِع لها الأذان؛ تنبيهاً إليها وإعلاماً بدخول وقتها باستخدام ألفاظ مخصوصة،[١] والذي يقترن فعليّاً بالإقامة التي تتعلّق بالإعلام عن وقت أداء الصلاة بذِكر مخصوص،[٢][٣] وقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-: "إذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ المُؤَذِّنُ"،[٤] وفي المقال الآتي تفصيل الأذكار التي يُستحَبّ للمسلم أن يقولها عند سماع الأذان، وبعد انتهائه.


أذكار الأذان

ما يُقال عند سماع الأذان

تُشرَع للمسلم حين يسمع الأذان عدّة أذكار يُردّدها، وذلك على النحو الآتي:



أن يقول مثلما يقول المُؤذِّن



إلّا في حالتَين؛ هما:



عند قول المُؤذِّن: "حيَّ على الصلاة وحيَّ على الفلاح"؛ وفي هذه الحالة يقول المسلم: "لا حول ولا قوّة إلّا بالله" .




عند قول المُؤذِّن: "أشهد ألّا إله إلّا الله، أشهد أنّ مَحمَّدًا رسول الله"؛ وفي هذه الحالة يقول المسلم: "أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأن مُحمَّدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًّا، وبمُحمَّدٍ رسولًا، وبالإسلام دِينًا".



مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ: "أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وبالإسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ له ذَنْبُهُ. قالَ ابنُ رُمْحٍ في رِوَايَتِهِ: مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ: وأَنَا أشْهَدُ ولَمْ يَذْكُرْ قُتَيْبَةُ قَوْلَهُ: وأَنَا".[٥]


ما يُقال بعد سماع الأذان

تُشرَع للمسلم عدّة أذكار يقولها بعد سماعه الأذان، وهي:



اللهمّ صلِّ وسلِّم وبارِك على سيّدنا مُحمَّد.




اللهمّ ربَّ هذهِ الدعوةِ التامّة، والصلاةِ القَائمةِ، آتِ مُحمَّدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْه مَقَامًا مَـحمودًا الذي وعدْتَه، إنّك لا تُخلفُ الـمِيعاد.



عَنْ عبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرِو بْنِ العاصِ رضِيَ اللَّه عنْهُما أَنه سَمِع رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : "إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا علَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى علَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عشْراً ، ثُمَّ سلُوا اللَّه لي الْوسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنزِلَةٌ في الجنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلاَّ لعَبْدٍ منْ عِباد اللَّه وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو ، فَمنْ سَأَل ليَ الْوسِيلَة حَلَّتْ لَهُ الشَّفاعَةُ".[٦]


ما يُقال بين الأذان والإقامة

لم يرد ذِكر مُعيَّن أو مأثور عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ما يتعلّق بما يقوله المسلم بين الأذان والإقامة، إلّا أنّه يُستحَبّ له أن يدعو ويذكر الله بما شاء من اخَيري الدُّنيا والآخرة، وما ورد من جوامع الدعاء؛ فقد ورد "أن رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إن المؤذنين يَفْضِلوننا ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قلْ كما يقولون، فإذا انتهيتَ فسلْ تُعْطَه"،[٧] ; كما قال -صلّى الله عليه وسلّم-: "لا يُردُّ الدعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ"،[٨] ومن هذه الأدعية ما يأتي:[٩]



ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الْآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النارِ.




ربَّنا اغفرْ لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبِّتْ أقدامنا وانصرنا على القومِ الكافرين.




ربَّنا لا تُزِغْ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لَدُنك رحمةً إنَّكَ أنتَ الوهَّاب.




رَبِّ اجعلْني مُقيم الصلاةِ ومن ذُرِّيتي ربَّنا وتَقبّلْ دعاء.




ربَّنا اغفرْ لي ولوالدَيَّ وللمُؤمنينَ يومَ يقومُ الحسابُ.




نصّ صيغة الأذان

تتمثّل صيغة الأذان بما يأتي:

"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنّ مُحمَّدًا رسول الله، أشهد أنّ مُحمَّدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلّا الله"، أمّا أذان الفجر فيكون بزيادة قول: "الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم" بعد قول: "حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح".


نصّ صيغة الإقامة

تتمثّل صيغة الإقامة بما يأتي:

"الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنّ مُحمَّدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله".


المراجع

  1. "تعريف و معنى أذان في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2021. بتصرّف.
  2. الحاجّة كوكب عبيد، فقه العبادات على المذهب المالكي، صفحة 128. بتصرّف.
  3. أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 77. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:611، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:386، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:384، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:524، حسن صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:521، صحيح.
  9. عزمي إبراهيم عزيز (14/4/2015)، "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2021. بتصرّف.