جاءت نصوصٌ كثيرةٌ في القرآن الكريم والسنّة النبويّة تحثّ المسلم على ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كلّ وقتٍ وحالٍ، ومن ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)،[١] ومن الأذكار ما يكون مطلقًا يُقال في كلّ وقتٍ، وعلى أيّ حالٍ كان عليه المسلم، ومنها ما يكون مخصوصًا بأوقاتٍ معيَّنةٍ؛ كأذكار الصباح والمساء وأذكار بعد الصلاة، ومنها ما يكون عند القيام بأعمالٍ معيَّنةٍ؛ كالذكر عند تناول الطعام أو عند النوم وغيرها، وآتيًا حديثٌ عن الأذكار بعد صلاة الفجر.


أذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق

أذكارٌ خاصَّةٌ بعد صلاة الفجر

وردت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أذكارٌ كان يقولها بعد صلاة الفجر خاصَّة، وهي:[٢]

  • ما روته أمّ سلمة -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه: (كانَ يقولُ إذا صلَّى الصُّبحَ حينَ يسلِّمُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا متقبَّلًا).[٣]
  • ما رواه أبو ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (مَن قال في دُبرِ صلاةِ الفجرِ وهوَ ثانٍ رجلَيْهِ قبلَ أن يتكلمَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ، يُحيي ويُميتُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ عشرَ مرَّاتٍ؛ كتبَ اللهُ لهُ عشرَ حسناتٍ، ومحا عنهُ عشرَ سَيئاتٍ، ورفعَ لهُ عشرَ درجاتٍ، وكان يومَهُ ذلكَ كلَّهُ في حرزٍ مِن كلِّ مَكروهٍ، وحُرِسَ من الشَّيطانِ، ولَم ينبغِ لذنبٍ أن يُدركَهُ في ذلكَ اليومِ، إلَّا الشِّركُ باللهِ).[٤]
  • ما رواه الحارث التيميّ عن أبيه مسلم عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا صليتَ الصبحَ فقلْ قبلَ أنْ تكلمَ أحدًا مِنَ الناسِ: اللهمَّ أجرْنِي منَ النارِ، سبعَ مراتٍ، فإنَّكَ إنْ مِتَّ منْ يومِكَ ذلكَ كتبَ اللهُ لكَ جوارًا منَ النارِ، وإذا صليتَ المغربَ فقلْ قبلَ أنْ تكلمَ أحدًا مِنَ الناسِ، اللهمَّ أَجِرْنِي مِنَ النارِ، سبعَ مراتٍ، فإنَّكَ إنْ متَّ منْ ليلتِكَ كتبَ اللهُ لكَ جوارًا مِنَ النارِ).[٥]


أذكار الصباح

يشرع للمسلم بعد أداء صلاة الفجر أن يقرأ أذكار الصباح، ومن أذكار الصباح المأثورة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ما يأتي:

  • (أَصبَحْنا على فِطرةِ الإسلامِ، وعلى كَلِمةِ الإخلاصِ، وعلى دِينِ نَبيِّنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى مِلَّةِ أبِينا إبراهيمَ، حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان مِنَ المُشرِكينَ).[٦]
  • (اللَّهمَّ بِكَ أصبحنا وبِكَ أمسينا وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وإليْكَ المصيرُ وإذا أمسى فليقل: اللَّهمَّ بِكَ أمسينا وبِكَ أصبحنا وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وإليْكَ النُّشورُ).[٧]
  • (أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما في هذِه اليوم وَخَيْرَ ما بَعْدَهَ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما في هذِه اليوم وَشَرِّ ما بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِن عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ).[٨]
  • قراءة سورة الإخلاص، والمعوذتين: الفلق والناس؛ وذلك لما رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (قل هو الله أحد والمُعَوِّذَتين حينَ تُمسي وحينَ تُصبحُ ثلاثَ مراتٍ تُكفيك مِن كلِّ شيءٍ).[٩]

المراجع

  1. سورة الأحزاب، آية:41-42
  2. "أفضل ما ورد من أدعية تخص صلاة الفجر"، إسلام ويب، 19/5/2002، اطّلع عليه بتاريخ 11/10/2022. بتصرّف.
  3. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:925، صححه الألباني.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:472، حسن لغيره.
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن الحارث التيمي، الصفحة أو الرقم:723، صحيح.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبد الرحمن بن أبزى، الصفحة أو الرقم:15363، صححه شعيب الأرناؤوط.
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3391، حديث حسن.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2723، حديث صحيح.
  9. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن خبيب، الصفحة أو الرقم:5082، حسنه الألباني.