هل ثبت ذكر خاص بليلة الجمعة؟

لا يخفى أنّ الجمعة، ليلته ويومه لهما فضل خاص، ولذا يحسنُ بالمسلم أنْ يكثر فيهما من ذكر الله -تعالى-، وصدق الله إذ يقول: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[١]


وذهب أهل العلم إلى أنّ ما يستحبّ من الأذكار في سائر الليالي والأيام يزيد فضله واستحبابه ليلة الجمعة ويومه،[٢] وفي هذا يقول الإمام النّووي -رحمه الله-: "اعلم أن كل ما يقال في غير يوم الجمعة يقال فيه، ويزداد استحباب كثرة الذكر فيه على غيره".[٣]


الأذكار المأثورة ليلة الجمعة وغيرها من الليالي

كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

ذكر أهل العلم أنّ ليلة الجمعة تابعة ليومها، ويعدّ ما جاء في فضلها وفضل الذّكر والدّعاء فيها يشمل ليلتها ويومها[٤] ومن هنا يسنّ للمسلم أنْ يكثر ليلة الجمعة من الصلاة والسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم-



عن أوس بن أوس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ النَّفخةُ، وفيهِ الصَّعقةُ، فأَكْثروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكُم مَعروضةٌ عليَّ، قالوا: وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ؟ فقالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ على الأرضِ أن تأكُلَ أجسادَ الأنبياءِ). [أخرجه ابن خزيمة في صحيحه]




قراءة سورة الكهف



عن قيس بن عبّاد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: (من قرأ سورةَ الكهفِ ليلةَ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بينه وبين البيتِ العتيقِ). [أخرجه المنذري في الترغيب، وصححه الألباني]




أذكار المساء

أذكار المساء كثيرة ومنثورة في كتب الأذكار المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-، وهذا جانب منها:



  • التّسبيح: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: (مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه). [أخرجه مسلم]





  • الاستغفار: عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ). [أخرجه البخاري]





  • المناجاة والدّعاء: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذَا أَمْسَى قالَ: (أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له) قالَ: أُرَاهُ قالَ فِيهِنَّ: (له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَشَرِّ ما بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِن عَذَابٍ في النَّارِ، وَعَذَابٍ في القَبْرِ). [أخرجه مسلم]





  • تعظيم الله تعالى: (اللَّهمَّ بِكَ أمسينا وبِكَ أصبحنا وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وإليْكَ النُّشورُ). [أخرجه الترمذي، حسن]



المراجع

  1. سورة الجمعة، آية:10
  2. فريق الموقع (10/12/2019)، "أذكار يوم الجمعة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 24/6/2023. بتصرّف.
  3. النووي (2004)، الأذكار (الطبعة 1)، صفحة 169.
  4. فريق الموقع، "فضل يوم الجمعة وليلته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/6/2023. بتصرّف.