التسبيح بعد الصلاة

شَرع الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين الذِّكر في جميع أشكاله، كالتكبير، والتحميد، والتهليل، ومن ذلك أيضاً التسبيح، وبأيّ صيغة كانت؛ مثل: "سبحان الله"، و"سبحان الله وبحمده"، وغير ذلك من الصيغ؛ قال -تعالى-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"،[١] إلّا أنّ للتسبيح بعد الانتهاء من أداء الصلاة عدّة أنواع وصُور مأثورة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وفي المقال الآتي توضيح لها.


أنواع التسبيح بعد الصلاة

صحّت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عدّة صُور للتسبيح بعد الانتهاء من أداء الصلاة، وتوضيح ذلك في ما يأتي:[٢]

  • الصورة الأولى: وهي الصورة الأفضل والأكمل،[٣] وذلك كما يأتي:

* "سبحان الله".

العداد: ثلاث وثلاثون مرة.

* "الحمد لله"".

العداد: ثلاث وثلاثون مرة.

* "الله أكبر".

العداد: ثلاث وثلاثون مرة.

* "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".

العداد: مرة واحدة.


ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".[٤]


  • الصورة الثانية:

* "سبحان الله".

العداد: ثلاث وثلاثون مرة.

* "الحمد لله"".

العداد: ثلاث وثلاثون مرة.

* "الله أكبر".

العداد: أربع وثلاثون مرة.


قال -عليه الصلاة والسلام-: "مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قائِلُهُنَّ، أوْ فاعِلُهُنَّ، دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ، ثَلاثٌ وثَلاثُونَ تَسْبِيحَةً، وثَلاثٌ وثَلاثُونَ تَحْمِيدَةً، وأَرْبَعٌ وثَلاثُونَ تَكْبِيرَةً".[٥]


  • الصورة الثالثة:

* "سبحان الله".

العداد: عشر مرّات.

* "الحمد لله"".

العداد: عشر مرّات.

* "الله أكبر".

العداد: عشر مرّات.


لما ورد من حديث: "يَا رَسولَ اللَّهِ ذَهَبَ أهْلُ الدُّثُورِ بالدَّرَجَاتِ والنَّعِيمِ المُقِيمِ. قالَ: كيفَ ذَاكَ؟ قالوا: صَلَّوْا كما صَلَّيْنَا، وجَاهَدُوا كما جَاهَدْنَا، وأَنْفَقُوا مِن فُضُولِ أمْوَالِهِمْ، وليسَتْ لَنَا أمْوَالٌ. قالَ: أفلا أُخْبِرُكُمْ بأَمْرٍ تُدْرِكُونَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، وتَسْبِقُونَ مَن جَاءَ بَعْدَكُمْ، ولَا يَأْتي أحَدٌ بمِثْلِ ما جِئْتُمْ به إلَّا مَن جَاءَ بمِثْلِهِ؟ تُسَبِّحُونَ في دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وتَحْمَدُونَ عَشْرًا، وتُكَبِّرُونَ عَشْرًا".[٦]


  • الصورة الرابعة:

* "سبحان الله".

العداد: خمس وعشرون مرة.

* "الحمد لله"".

العداد: خمس وعشرون مرة.

* "الله أكبر".

العداد: خمس وعشرون مرة.

* "لا إله إلا الله".

العداد: خمس وعشرون مرة.


ورد عن زيد بن ثابت أنّه قال: "أمرنا أن نسبِّحَ دبرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ ونحمدَه ثلاثًا وثلاثينَ ونُكبِّرَه أربعًا وثلاثينَ قالَ فرأى رجلٌ منَ الأنصارِ في المنامِ فقالَ أمرَكم رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن تسبِّحوا في دبرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ وتحمدوا اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ وتُكبِّروا أربعًا وثلاثينَ قالَ نعم قالَ فاجعلوا خمسًا وعشرينَ واجعلوا التَّهليلَ معَهنَّ فغدا علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فحدَّثَه فقالَ افعلوا".[٧]


المراجع

  1. سورة الأحزاب، آية:41-42
  2. ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان، "صيغ التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل بعد الصلاة؟"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
  3. "التسبيح المشروع عقب الصلوات"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:597، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:596، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6329، أورده في صحيحه.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:3413، صحيح.