شرع الله تعالى الأذان وسنّه؛ ليكون إعلامًا للناس وعلامةً على دخول وقت الصلاة، فالأذان نداءٌ للصلاة، وهو سنّةٌ من سنن الصلاة خارجٌ عنها، وقد شُرع الأذان في المدينة المنورة في السنة الأولى للهجرة؛ حيث رأى عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- رؤيا أُسمع فيها كلمات الأذان، فأخبر النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بما سمعه في رؤياه، سُنّ بعدها النداء للصلاة بكلمات الأذان: "الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله"،[١] وتاليًا بيانٌ لإحدى عبارات الأذان، وهي: حي الصلاة، حي على الفلاح؛ أي الحيعلة.[٢]


معنى الحيعلة

الحيعلة مفردةٌ مكوّنةٌ من كلمتين، هما: حيّ على، وفي اللغة فإنّ حيّ على اسمٌ لفعل أمرٍ معناه أقبل وعجّل، ويُقصد بالحيعلة في الشرع قول المؤذّن في الأذان: حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح؛ أي نداء المُصلّين أن هلمّوا إلى الصلاة وأقبلوا عليها؛ فمقصود الحيعلة في الأذان وغرضها دعاء الناس إلى الصلاة، وهي العبارة الوحيدة في الأذان التي يتفرّد المؤذن في ثواب قولها دون السامع؛ لأنّ سامع الحيعلة لا يردّدها وراء المؤذن كما هي، بخلاف سائر عبارات الأذان التي يقول فيها السامع مثل ما يقول المؤذن.[٢][٣][٤]


ما يُقال عند سماع الحيعلة

روى عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قوله: "إذا قالَ المُؤَذِّنُ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، فقالَ أحَدُكُمْ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، حيَّ علَى الصَّلاةِ، قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: حَيَّ علَى الفَلاحِ، قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ"،[٥] فالمسلم حين يسمع الأذان يقول في كلّ عبارةٍ من عباراته كما يقول المؤذّن، إلّا حين قول المؤذن لحيّ على الصّلاة ، حيّ على الفلاح، فإنّه يحوقل؛ أي يقول لا حول ولا قوّة إلا بالله؛ حتّى يأخذ السامع للأذان مثل أجر المؤذن في ترديده لعبارات الأذان، وقيل إنّ السامع يقول لا حول ولا قوّة إلا بالله عند سماع الحيعلة؛ ليزداد يقظةً وإسراعًا ونشاطًا على الصلاة، نقل ابن حجر عن الطيبي سبب قول لا حول ولا قوّة إلا بالله عند سماع الحيعلة في الأذان: "معنى الحيعلتين هلم بوجهك وسريرتك إلى الهدى عاجلاً والفوز بالنعيم آجلاً فناسب أن يقول هذا أمر عظيم لا أستطيع مع ضعفي القيام به إلا إذا وفقني الله بحوله وقوته".[٤][٦]


المراجع

  1. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 281-282. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعدي أبو حبيب، القاموس الفقهي، صفحة 110. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 248. بتصرّف.
  4. ^ أ ب سعيد بن وهب القحطاني، إجابة النداء، صفحة 21. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:385، صحيح.
  6. "سبب قول السامع لا حول ولا قوة إلا بالله عند الحيعلتين"، إسلام ويب، 27/07/2004، اطّلع عليه بتاريخ 08/09/2021. بتصرّف.