دعاء لدفع البلاء من القرآن الكريم
تضمّن القرآن الكريم في بعض آياته ما يناسب الدّعاء به في مقام دفع البلاء، مع استحضار نيّة ذلك عند الدّعاء، ومن هذه الآيات ما يأتي:
- (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). [البقرة: 286]
- قال الله -تعالى-: (حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ). [التوبة: 129]
قال الله -تعالى-: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ). [يوسف: 86]
- قال الله -تعالى-: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). [الأنبياء: 83]
قال الله -تعالى-: (لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). [الأنبياء: 87]
- قال الله -تعالى-: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي). [طه: 25-26]
دعاء لدفع البلاء من السّنة الشريفة
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- كثير من الأدعية المأثورة التي جاءتْ مباشرة في باب دفع البلاء،[١] أو يناسب الدّعاء بها لأجل ذلك، ومن هذه الأدعية ما يأتي:
- (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَتَعَوَّذُ مِن جَهْدِ البَلَاءِ، ودَرَكِ الشَّقَاءِ، وسُوءِ القَضَاءِ، وشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ). [أخرجه البخاري]
- (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ). [أخرجه مسلم]
- (إذا أصاب أحدَكم غمٌّ أو كَربٌ فليقُلِ: اللهُ، اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئًا). [أخرجه ابن حبان، صحيح]
- (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ). [أخرجه البخاري]
- (دعَواتُ المكروبِ: اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو؛ فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ، وأصلِحْ لي شأني كلَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ). [أخرجه ابن حبّان في صحيحه]
- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (ما أَصابَ مسلمًا قَطُّ هَمٌّ ولا حَزَنٌ، فقالَ: اللَّهُمَّ إنِّي عَبدُكَ وابنُ أَمتِكَ، ناصِيَتي في يدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أَسألُكَ بكُلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيتَ به نَفسَكَ، أوْ أَنزَلتَهُ في كتابِكَ، أوْ علَّمتَهُ أَحدًا مِن خلقِكَ، أوِ استأثرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تَجعلَ القرآنَ رَبيعَ قلبي، وجِلاءَ حُزني، وذَهابَ هَمِّي؛ إلَّا أَذهبَ اللهُ همَّهُ، وأَبدلَهُ مكانَ حزنِهِ فَرجًا) قالوا: يا رسولَ اللهِ، ألا نَتعلَّمُ هذه الكلماتِ؟ قالَ: (بَلى، يَنبغي لمَنْ سَمِعَهنَّ أنْ يَتعلَّمَهنَّ). [أخرجه الحاكم، صحيح على شرط مسلم]
أدعية أخرى لدفع البلاء
- اللهم هذا حالي لا يخفى عليك، وهذا ضعفي ظاهر بين يديك، اللهم اجبر كسري وارحم ضعفي وتولَّ أمري يا أرحم الرّاحمين.
- اللهم كاشف الهمّ فارج الكرب مجيب دعوة المضطّر اجعل لي من كلّ عسرٍ يسراً، ومن كلّ ضيق فرجاً، ومن كلّ همّ وغمّ مخرجاً يا رب العالمين.
- اللهم يا عالم كل خفيّة، يا صارف كل بليّة، أسألك مدداً تدرك به كربي، وترحم به ضعفي، وتدفع عنّي به ما أصابني من البلاء والكرب يا أكرم الأكرمين.
- اللهم إنّي أتوسّل إليك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت أنْ تفرّج عنّي ما أصبحتُ وأمسيتُ فيه من بلاء، إنّك على كلّ شيء قدير.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك أسباباً أخرى لدفع البلاء غير الدّعاء، منها الصّدقة والإحسان إلى المحتاج[٢] ودوام الاستغفار والاستقامة على أمر الله والإكثار من الصالحات، مصداقاً لقول الله -سبحانه-: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ).[٣]
المراجع
- ↑ عبد الرزاق البدر (2003)، فقه الأذكار والأدعية (الطبعة 2)، صفحة 180، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ ابن قيم الجوزية (1999)، الوابل الصيب (الطبعة 3)، القاهرة:دار الحديث، صفحة 31. بتصرّف.
- ↑ سورة يونس، آية:98