شرع الله -سبحانه وتعالى- الأذان نداءً للصلاة، وإيذانًا بدخول وقتها، وجاءت السنّة النبويّة على بيان ما يُقال من الأذكار عند وأثناء سماع الأذان، وما يُقال بعده، وآتيًا بيان هذه الأذكار وشرحها.


شرح أذكار الأذان

الذكر أثناء الأذان

رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قوله: "إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ".[١]


شرح الذكر المشروع أثناء الأذان

الحديث الشريف السابق يوجّه المسلم إلى الذكر المشروع حال سماع الأذان؛ وذلك بترديد مثل ما يقول المؤذّن في كلّ عبارات الأذان، إلّا عند قول المؤذن للحيعلة؛ أي حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، فإنّ السامع يقول عند سماعها: لا حول ولا قوّة إلا بالله؛[٢] وذلك لأنّ معنى الحيعلة طلب الإسراع إلى الصلاة، فناسب أن يكون الردّ عليها بقول لا حول ولا قوّة إلا بالله؛ أي طلب القوة والعون من الله تعالى لأداء الصلاة، وأنّه لا قوّة للمسلم على هذا الأمر العظيم -أداء الصلاة- إلا إن مدّه الله تعالى بالحول والقوّة منه، وقيل إنّ سبب قول لا حول ولا قوّة إلا بالله؛ أن يحصّل سامع الأذان ثوابًا كثواب المؤذّن؛ لأنّه في كلّ عبارات الأذان من تكبيرٍ وشهادة يقول مثل المؤذن ويأخذ ثواب الذكر مثله، إلّا عند الحيعلة؛ فهي نداءٌ إلى الصلاة لا يقوله السامع؛ فحتى يحوز الأجر لقاء هذه العبارة كما المؤذّن؛ يقول لا حول ولا قوة إلا بالله،[٣] ثمّ يختم السامع بعد الترديد مع المؤذن بالصلاة على النبي؛ لأنّ من صلّى على النبيّ، صلّى الله عليه بدلًا منها عشرًا؛ أي أعطاه بدلًا منها عشرًا من الحسنات.[٤]


ذكر ما بعد الأذان

ممّا ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الذكر الذي يقال بعد سماع الأذان، قوله عليه الصلاة والسلام: "مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ".[٥]


شرح ذكر ما بعد الأذان

يذكر المسلم الله تعالى بعد سماعه للأذان -كما جاء في الحديث سابق الذكر- بقوله ودعائه:[٦][٧]

  • "اللهمّ ربّ هذه الدعوة التامّة": والدعوة التامّة يُقصد بها ألفاظ الأذان، وقيل دعوة التوحيد التي تضمّنتها ألفاظ الأذان، وتامّةٌ؛ لأنّها لا يدخلها تغيير ولا تبديلٌ.
  • "الصلاة القائمة": الصلاة المعهودة التي يدعو الأذان إليها.
  • "آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة": دعاء الله تعالى بأن يؤتي النبيّ الوسيلة؛ وهي منزلةٌ عليا في الجنّة لا تكون إلا للنبيّ عليه الصلاة والسلام، والفضيلة؛ هي المنزلة الزائدة على سائر المخلوقات.
  • "وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته": وهو مقام الشفاعة الذي يحمد الناس النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليه يوم القيامة.


فإذا ذكر المسلم الله تعالى بهذا الذكر بعد الأذان؛ استحقّ شفاعة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وفاز بها يوم القيامة، وشفاعته تكون للمذنبين بمغفرة ذنوبهم، أو لدخول أفرادٍ إلى الجنّة بلا حسابٍ، أو شفاعةٌ في رفع الدرجات.[٦]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:384، صحيح.
  2. "الأذكار التي تقال أثناء الأذان وبعده"، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 27/10/2021. بتصرّف.
  3. "سبب قول السامع لا حول ولا قوة إلا بالله عند الحيعلتين"، إسلام ويب، 27/07/2004، اطّلع عليه بتاريخ 27/10/2021. بتصرّف.
  4. الموسوعة الحديثية، "شرح حديث إذا سمعتم المؤذن"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/10/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:614، صحيح.
  6. ^ أ ب الموسوعة الحديثية، "شرح حديث من قال حين يسمع النداء"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/10/2021.
  7. "معنى الدعاء الوارد بعد الأذان"، إسلام ويب، 09/05/2000، اطّلع عليه بتاريخ 27/10/2021. بتصرّف.