ما هي أذكار الوضوء؟

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بخصوص أذكار الوضوء ذكراً قبله وذكراً بعده، مع الإشارة إلى صحّة وضوء مَن لم يلتزم بهذه الأذكار،[١] وفيما يأتي استعراض هذه الأذكار:

التّسمية في بداية الوضوء

تُسنّ التسمية في بداية الوضوء،[٢] وأدلة التسمية للوضوء عديدة، ومنها ما صحّ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (نظرَ بعضُ أصحابِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وضوءًا فلَم يجِدوا، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ههُنا ماءٌ، فرأيتُ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وضعَ يدَهُ في الإناءِ الَّذي فيهِ الماءُ، ثمَّ قالَ: تَوضَّئوا باسْمِ اللَّهِ، فرَأيتُ الماءَ يفورُ مِن بينِ أصابعِهِ، والقَومُ يتَوضَّئونَ حتَّى تَوضَّئوا مِن آخرِهِم قالَ ثابتٌ: فقلتُ لأنسٍ: كَم تراهُم كانوا؟ قالَ: نَحوًا مِن سبعينَ).[٣]


الذّكر عند الانتهاء من الوضوء

صحّ في الحديث عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (... ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ)،[٤]وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ) يعني أنْ يتمّ وضوءه على الوجه الصحيح؛ بحيث يعطي كلّ عضو من أعضاء الوضوء حقّه.[٥]


وعند الترمذي فيما يرويه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- زيادة صحّحها الألباني، ونصّها: (مَن توضَّأ فأحسَن الوُضوءَ ثمَّ قال: أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه، اللَّهمَّ اجعَلْني مِن التَّوَّابِينَ، واجعَلْني مِن المُتطهِّرِينَ، فُتِحَتْ له ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ، يدخُلُ مِن أيِّها شاء).[٦]


توضيح بخصوص الأذكار أثناء الوضوء

تجدر الإشارة إلى أنّه قد ورد في بعض المؤلفات أذكاراً وأدعية خاصة تُقال عند غسل كلّ عضو من أعضاء الوضوء، وهذه الأذكار لا أصل لها، ولا تثبت نسبتها بحال من الأحوال للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر الإمام النووي ما نسبه إلى بعض السّلف من قولهم بعد التّسمية في بداية الوضوء: الحمد للَّهِ الذي جعل الماء طهوراً، وقولهم عند المضمضة: اللهم اسقِني من حوْض نبيِّك محمد كأساً لا أظمأ بعدها أبداً، وقولهم عند الاستنشاق: اللهمّ لا تحرِمني رائحة نعيمِك وجناتِك.[٧]


وقولهم عند غسل الوجه: اللهمّ بيِّض وجهي يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوه، وقولهم عند غسل اليدين: اللهمّ أعطِني كتابي بيميني، ولا تعطِني كتابي بشمالي؛ وعند مسح الرأس: اللهمّ حرّم شعري وبشري على النّار، وأظلني تحت ظل عرشِك يوم لا ظلّ إلا ظلُّك؛ وقولهم عند مسح الأُذنين: اللهمّ اجعلني من الذين يستمعون القوْل فيتَبعون أحسنه؛ وعند غسل الرجلين: اللهمّ ثبِّت قدمي على الصراط.[٧]


وقد ذهب بعض أهل العلم أنّ هذه الأدعية رغم أنّها لم يرد بها حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أنّه لا حرج من الدّعاء بها، كونها تدخل ضمن الذّكر العام؛ خاصة أنّها جاءتْ عن بعض السلف،[٨] في حين ذهبت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية إلى أنّ ما يدعو به بعض العامة عند غسل كل عضو بدعة.[٩]

المراجع

  1. "أذكار الوضوء"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 26/2/2023. بتصرّف.
  2. ابن باز، "ذكر الأدعية المشروعة عند الوضوء"، موقع الشيخ ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 26/2/2023. بتصرّف.
  3. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1/ 26، أخرجه في صحيحه.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:234، صحيح.
  5. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية شروح الأحاديث، اطّلع عليه بتاريخ 26/2/2023. بتصرّف.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:55، صححه الألباني.
  7. ^ أ ب النووي، الأذكار، صفحة 75-76. بتصرّف.
  8. "أذكار الوضوء"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.
  9. "الأدعية التي تقال في الوضوء"، الإسلام سؤال وجواب، 17/1/2005، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.