معنى وشرح اسم الله الرحيم
معنى اسم الله الرحيم
الرحيم اسم مشتق من الرحمة على وجه المبالغة على وزن فعيل، وتعني الرأفة والشفقة والتعطّف،[١] قال ابن فارس -رحمه الله-: "(رحم) الراء والحاء والميم أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة، يقال من ذلك: رحمه يرحمه، إذا رق له وتعطف عليه..".[٢]
شرح اسم الله الرحيم
هو اسم جليل من أسماء الله الحسنى، كثر ذكره في القرآن الكريم، حيث افتتح الله تعالى كتابه باسميْه الرحمن الرحيم، وجعلهما عنواناً لِما أنزله، والرحيم هو اسم دال على ثبوت صفة الرحمة لله -تبارك وتعالى-، وهو اسم يدل على أن الله -سبحانه- قد خصّ برحمته عباده المؤمنين، ففيه تأكيد على رحمة الله الخاصة بالمؤمنين، أي أن الله -تعالى- راحم لعباده، قال في كتابه: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).[٣][٤]
فالله -تعالى- يختص المؤمنين بالرحمة والفضل والإحسان إليهم، فيكرمهم ويعفو ويصفح عنهم، فيمنّ برحمته التي وسعت كل شيء على عباده المؤمنين، فقال في كتابه: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)،[٥] ويوفق الله -تعالى- عباده المؤمنين لطاعته، وييسّر لهم الخير والسداد، ويثبتهم على الإيمان والهدى، ويكرمهم بدخولهم الجنة والنجاة من النار، وهذا كله من رحمته -سبحانه- بعباده المؤمنين.[٤]
واسم الله الرحيم يدل على الصفة الفعلية لله -تعالى- من حيث إيصاله الرحمة للمرحوم، فرحمته متعلقة بالمرحوم،[٦] وأغلب مجيء اسم الرحيم بالقرآن إما مقيداً كالآية السابقة، أو مقروناً باسم الله الرحمن كما في سورة الفاتحة والبسملة، أو مقروناً باسم آخر من أسماء الله الحسنى، كقوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)،[٧][٤]
الفرق بين اسميْ الله الرحيم والرحمن
ذكر أهل العلم مجموعة فروق بين هذين الاسمين، أبرزها كما يلي:[٨]
- اسم الله الرحمن؛ أي أن رحمته شاملة عامة لجميع الخلائق في الدنيا، وخاصة للمؤمنين في الآخرة، واسمه الرحيم؛ أي أن رحمته خاصة بعباده المؤمنين.
- اسم الله الرحمن يدل على الصفة الذاتية لله، باتصافه بصفة الرحمة، واسمه الرحيم يدل على الصفة الفعلية له، أي يرحم بالفعل فتتعدى للمرحوم.
- اسم الله الرحمن لا يجوز أن يتسمى به أحد، بخلاف اسمه الرحيم، فقد وصف الله في كتابه نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأنه رحيم، فقال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ).[٩]
أثر الإيمان باسم الله الرحيم على العبد
إن الإيمان والتأمل باسم الله الرحيم تقود العبد إلى الرجاء وعدم اليأس من رحمته -سبحانه-، وتجعله دائم حسن الظنّ به، راغباً وطامعاً فيما عند الله، وهذا مما يؤدي إلى زيادة محبته -سبحانه-، والتعلق به، ويسعى دائماً إلى طلب رحمته وعفوه، ويجاهد نفسه في التحلي بهذا الخلق العظيم، فيرحم من حوله، ويعفو ويصفح.[١٠]
المراجع
- ↑ "معنى اسم الرحمن الرحيم "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2022. بتصرّف.
- ↑ نوال العيد، موسوعة شرح أسماء الله الحسنى، صفحة 397. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:43
- ^ أ ب ت عبد الرزاق البدر، فقه أسماء الله الحسنى، صفحة 83-86. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:156
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية الدرر السنية، صفحة 471. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:65
- ↑ نوال العيد، موسوعة شرح أسماء الله الحسنى، صفحة 402-404. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:128
- ↑ "معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (الرحمن - الرحيم)"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2022. بتصرّف.