اسم الله العزيز

هو اسم من أسماء الله الحسنى على وزن فعيل، ورد في كثير من آيات القرآن الكريم، فمنها ما ورد بالرفع بلفظ العزيز، أو عزيز، مثل قول الله -تعالى-: (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،[١] وقوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)،[٢] ومنها ما ورد بالنصب بلفظ عزيزاً، مثل قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً).[٣][٤]


معنى اسم العزيز من الناحية اللغوية

العزيز هو القوي الشديد الغالب المنيع، الذي لا يُغلب ولا يُقهر، ويأتي بمعنى الذي لا يعادله شيء فلا مثل له ولا نظير، فقال الله -تعالى-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).[٥][٦]


والعزة في أصل كلام العرب تأتي بثلاث معانٍ؛ القوة، والشدّة، والغلبة، وهذه المعاني الثلاث وردت في القرآن الكريم، منها قول الله -تعالى-: (فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ)؛[٧] أي قوّينا وشددنا بإرسال ثالث، وقوله -تعالى-: (وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)؛ [٨] أي غلبني فيه، وقوله -تعالى-: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)؛[٩] فله القوة والغلبة والبأس -سبحانه وتعالى-.[١٠]


معنى اسم العزيز في حق الله -تعالى-

ذكر أهل العلم أن العزة التي من صفات الله -تعالى- لها ثلاث معانٍ؛ عزة الامتناع، وعزة القهر والغلبة، وعزة القوة، وهذه المعاني الثلاث للعزة ثابتة لله -عزّ وجلّ- على أتم وجه وأكمل وصف، فالله -سبحانه- موصوف بالعزة بجميع صورها، وأشكالها، حيث قال في كتابه العظيم: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا)،[١١] وبيان هذه المعاني كما يلي:[١٢][١٣]


عزة الامتناع

أي أن الله -تعالى- هو الغنيّ بذاته، فلا يحتاج إلى أحد من خلقه، ولا يستطيع العباد ضره فيضرونه، ولا يستطيعون نفعه فينفعونه، ولن يقدر عليه أحد من أعدائه، فلن يصل إليه كيدهم، ولن يبلغ أحد منهم ضره وأذاه، فالله -تعالى- هو الضار النافع، المعطي المانع؛ كما أُشير إلى هذا المعنى في الحديث القدسي: (يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي).[١٤]


عزة القهر والغلبة

أي أن الله -تعالى- هو القاهر لأعدائه الغالب لهم، وهم لا يستطيعون أن يقهروه أو يغلبوه، فجميع الكائنات مقهورة لله -جلّ وعلا-، خاضعة لعظمته وجبروته، منقادة لإرادته، ومشيئته نافذة على عباده، وهو القاهر لهم على ما أراد، قال -تعالى-: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ).[١٥]


عزة القوة

أي أن الله -تعالى- قويٌ شديد لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، حيث قال -تعالى- في كتابه: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا)،[١٦] فقوته -سبحانه- عظيمة؛ لا تُنسب إليه قوة المخلوقات ولا تقاس عليها مهما عظمت، فمهما بلغت قوتهم فهو قادر عليهم جميعاً، وهم لا يقدرون عليه، وهذه الصفة يدل عليها اسمين من أسمائه؛ القوي المتين، حيث قال -جلّ وعلا- في كتابه: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ).[١٧]


المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:18
  2. سورة إبراهيم، آية:47
  3. سورة النساء، آية:56
  4. سعد بن عبد الرحمن ندا، مفهوم الأسماء والصفات، صفحة 66. بتصرّف.
  5. سورة الشورى، آية:11
  6. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2820. بتصرّف.
  7. سورة يس، آية:14
  8. سورة ص، آية:23
  9. سورة المنافقون، آية:8
  10. حياة بن محمد بن جبريل، الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة، صفحة 199. بتصرّف.
  11. سورة فاطر، آية:10
  12. سعيد بن وهف القحطاني، شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 94. بتصرّف.
  13. "معنى اسم الله : " العزيز "."، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2022. بتصرّف.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2577، صحيح.
  15. سورة الأنعام، آية:18
  16. سورة فاطر ، آية:43
  17. سورة الذاريات، آية:58