يُستحبّ للمسلم الإتيان ببعض التسابيح بعد الصلاة،[١][٢] ومنها: الاستغفار ثلاث مراتٍ بقول: "أستغفر الله"، ثمّ قول: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ"،[٣] وغيرها من الأذكار الآتي ذِكرها.


تسابيح ما بعد الصلاة

بعد أن يؤدّي المسلم صلاته، يأتي بالتسابيح الخاصّة بالصلاة، وذلك على عدّة صِيغ بيانها آتياً:[٤][٥]


الصيغة الأولى

وتُعدّ هذه الصيغة من أفضل وأكمل الصِّيغ الواردة والمأثورة، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ". وهي على النحو الآتي:



"سبحان الله".





"الحمد لله".





"الله أكبر".





"لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ، وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ".




الصيغة الثانية

وتتشابه هذه الصيغة مع الصيغة الأولى، إلّا أنّ المصلّي يُكبّر الله فيها أربعاً وثلاثين مرّة بدلاً من قول "لا إله إلا الله"، وذلك على النحو الآتي:



"سبحان الله".





"الحمد لله".





"الله أكبر".




الصيغة الثالثة

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الصيغة تُماثل الصيغة الأولى، ولكن دون أيّ زيادة على ما يأتي:



"سبحان الله".





"الحمد لله".





"الله أكبر".




الصيغة الرابعة

فقد ورد عن رجل من الأنصار أنّه قال: "أُمِرنَا أن نسبّحَ دبرَ كل صلاةٍ ثلاثا وثلاثينَ ، ونحمدهُ ثلاثا وثلاثينَ ، ونكبرهُ أربعا وثلاثينَ ، قال : فرأى رجلٌ من الأنصارِ في المَنامِ ، فقال : أَمركُم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن تسبّحوا في دبرِ كل صلاةٍ ثلاثا وثلاثينَ ، وتحْمدوا اللهَ ثلاثا وثلاثينِ ؟ وتكبّروا أربعا وثلاثينَ ، قال : نعم ، قال : فاجعلُوا خمسا وعشرينَ واجْعلوا التهليلَ معهنَّ ، فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فحدّثهُ ، فقال : افْعلوا".[٦]



"سبحان الله".





"الحمد لله".





"الله أكبر".





لا إله إلا الله




الصيغة الخامسة

قال -صلّى الله عليه وسلّم-: "خَصلتانِ أو خلَّتانِ لا يحافظُ عليهِما رجلٌ مسلمٌ إلَّا دخلَ الجنَّةَ هُما يسيرٌ ومَن يعملُ بِهِما قليلٌ تسبِّحُ اللَّهَ عشرًا وتحمدُ اللَّهَ عشرًا وتُكَبِّرُ اللَّهَ عشرًا في دُبرِ كلِّ صلاةٍ".[٧]



"سبحان الله".





"الحمد لله".





"الله أكبر".




حُكم التسبيح بعد الصلاة

أجمع العلماء على استحباب ذِكر الله بعد الصلاة بشكل عام، وقد ثبت ذلك في العديد من الأحاديث النبوية، ومنها ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن ثوبان -رضي الله عنه- أنّه قال: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ. قالَ الوَلِيدُ: فَقُلتُ لِلأَوْزَاعِيِّ: كيفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ".[١][٢]


فضل التسبيح بعد الصلاة

تترتّب العديد من الفضائل على التسبيح بعد الصلاة، يُذكر منها:[٨]

  • مغفرة الذنوب والخطايا؛ استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ...غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".[٩]
  • مضاعفة الأجور والحسنات؛ استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "ألا أُحَدِّثُكُمْ إنْ أخَذْتُمْ أدْرَكْتُمْ مَن سَبَقَكُمْ ولَمْ يُدْرِكْكُمْ أحَدٌ بَعْدَكُمْ، وكُنْتُمْ خَيْرَ مَن أنتُمْ بيْنَ ظَهْرانَيْهِ إلَّا مَن عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وتَحْمَدُونَ وتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ".[١٠]
  • سببٌ لدخول الجنة؛ فقد ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "خَصلتانِ أو خلَّتانِ لا يحافظُ عليهِما رجلٌ مسلمٌ إلَّا دخلَ الجنَّةَ هُما يسيرٌ ومَن يعملُ بِهِما قليلٌ تسبِّحُ اللَّهَ عشرًا وتحمدُ اللَّهَ عشرًا وتُكَبِّرُ اللَّهَ عشرًا في دُبرِ كلِّ صلاةٍ".[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:591، صحيح.
  2. ^ أ ب النووي، الأذكار، صفحة 70-71. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:592، صحيح.
  4. "التسبيح المشروع عقب الصلوات"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2021. بتصرّف.
  5. "صيغ التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل دبر الصلوات المكتوبات"، الإسلام سؤال وجواب، 15/5/2015، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2021.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:3413، صحيح.
  7. ^ أ ب رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:11/12، إسناده صحيح.
  8. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، أذكار الطهارة والصلاة، صفحة 111-112. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:597، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:843، صحيح.