اسم الله القيوم
اسم الله القيوم هو اسم من أسماء الله الحسنى، ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية، قال الله -تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ)،[١] وجاء في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كربَهُ أمرٌ قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستغيثُ).[٢]
معنى القيوم في اللغة
اسم القيوم هو صيغة المبالغة من القيام على وزن فيعول، من قام يقوم بمعنى يدوم، والقيوم: الدائم،[٣] والقيام في اللغة نقيض الجلوس، والقيام على الشيء بمعنى تعهّده ورعايته وتدبير أمره،[٤] قال الجوهري -رحمه الله-: " قِوام الأمر بالكسر: نظامه وعماده".[٥]
معنى اسم القيوم في حق الله -تعالى-
إن الله -سبحانه وتعالى- هو الدائم الذي لا يزول، القائم بنفسه، الذي استغنى عن جميع خلقه، وقام بجميع الموجودات، فهو قائم بذاته مقيم لخلقه، فلا يحتاج سبحانه لأحدٍ، وكل أحد يحتاج إليه، فهو سبحانه قائم على كل شيء بالحفظ والرعاية والتدبير، وصفة القيومية هي صفة كمال لله -تبارك وتعالى- متضمنة لجميع صفات الأفعال؛ أي صفات الله الفعلية؛ كالخلق، والإماتة، والإحياء، والرزق، والتدبير، فاسم الله القيوم دال على معنييْن:[٦][٧]
القيوم الذي قام بنفسه واستغنى عن خلقه
إن الله -سبحانه وتعالى- هو القيوم الدائم الذي لا يزول، الغنيّ عن خلقه، الذي تمت قيوميته، فقام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع خلقه، فلا تشوبه شائبة نقص أو حاجة، فلا يحتاج في قيامه ودوامه إلى أحد، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)،[٨] فهو قائمٌ بحفظ كل شيء ورزقه وتدبيره، قائمٌ على كل شيء بالرعاية له، قائم بتدبير الخلق، قائمٌ بجميع ما يجري في العالميْن العلوي والسفلي، وفي الدنيا والآخرة.
القيوم الذي أقام غيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته
إن الله -سبحانه وتعالى- هو القيوم الذي أقام غيره، فكل شيء فقير إليه؛ فالسموات والأرض، والإنس والحيوان، والملائكة، والجبال والأشجار، والعرش والكرسي كلها فقيرة إلى الله -تعالى-، فهو الذي أوجدها وأمدّها وأعدّها لكل ما فيه بقاؤها وقيامها وصلاحها، فهو القائم على هذا الكون في كل وقت، في السموات والأرض، في الدنيا والآخرة، وعلى كل نفس، يعلم أحوالها، ويسمع أقوالها، ويبصر أفعالها، قائم بقسمة أرزاق الخلق، وتصريف أحوالهم، وحشرهم وحسابهم.
فجميع المخلوقات إنما قامت به -سبحانه وتعالى-، فلا قيام لها إلا بإقامة القيوم لها، فهي محتاجة إليه؛ يخلقها ويحييها، ويحفظها ويرزقها، قال -تعالى-: (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ).[٩]
أثر الإيمان باسم القيوم على العبد
إذا علم العبد أن الله -جل جلاله- هو الباقي الدائم الذي لا يموت، أيقن أنه لا أحد يستحق أن يعبد إلا الحي الباقي، وإذا علم أنه -سبحانه- هو القيوم الذي استغنى عن كل شيء، وكل شيء افتقر إليه، فلا قوام له إلا بقيوميته؛ علم أنه لا يستحق أن تكون العبادة إلا له وحده لا شريك، وأوجب التعلق به والتوكل عليه، ومحبته وإجلاله، والخوف منه ومراقبته، وخضع واستكان لربه في الدنيا قبل الآخرة.[١٠]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:255
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3524، صحيح.
- ↑ سعد بن عبد الرحمن ندا، مفهوم الأسماء والصفات، صفحة 59. بتصرّف.
- ↑ "معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (القيوم)"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2022. بتصرّف.
- ↑ نوال العيد، موسوعة شرح أسماء الله الحسنى، صفحة 278. بتصرّف.
- ↑ محمد إبراهيم التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 260-261. بتصرّف.
- ↑ عبد الرزاق البدر، فقه أسماء الله الحسنى، صفحة 87-88. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية:15
- ↑ سورة الرعد، آية:33
- ↑ نوال العيد ، موسوعة شرح أسماء الله الحسنى، صفحة 292-299. بتصرّف.