يُعدّ التأمين وراء الإمام مُكفِّرًا للذنوب والسيّئات؛ إذ قال -صلّى الله عليه وسلّم-: "إِذَا أمَّنَ الإمَامُ، فأمِّنُوا، فإنَّه مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"،[١] ويُعدّ قول: "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ"،[٢] و"سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ"،[٣] من الأذكار التي تمحو الذنوب، وهي إحدى الوسائل التي يلجأ إليها العبد التائب إلى ربّه؛ ليفوز برضاه وجنّته، إلى جانب غيرها العديد من الأذكار الآتي ذكرها.[٤]


الأذكار التي تمحو الذنوب

يُستحَبّ الذِّكر للمسلم في أيّ وقتٍ من أوقات يومه وبأيّ صيغة كانت؛ طلبًا للمغفرة والعفو من الله -تعالى-، ومَحوًا للذنوب والسيّئات، وفي ما يأتي بيان أبرزها:



"أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وبالإسْلَامِ دِينًا".[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:386، صحيح.]



أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقّاص أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وبالإسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ له ذَنْبُهُ".[٥]



"سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر".





"لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ".



أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".[٦]



"لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شرِيكَ لهُ، له المُلْكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لاحَوْلَ ولا قُوةَ إلا باللهِ العليُّ العظيمِ، سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ".[رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:607، صحيح.]



ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن قال حِينَ يأْوِي إلى فِراشِه: (لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شرِيكَ لهُ، له المُلْكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لاحَوْلَ ولا قُوةَ إلا باللهِ العلىِّ العظيمِ، سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ)؛ غُفِرَتْ له ذنوبُه أوخطايَاهُ –شَكَّ مِسْعرٌ– وإنْ كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ".[٧]



"سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ"..



أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطاياهُ، وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".[٣]



"لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ وسبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ".[رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:9/194، إسناده صحيح.]



ورد عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "ما على الأرضِ رجلٌ يقولُ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ وسبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ إلا كُفِّرَتْ عنهُ ذنوبُهُ ولو كانت أكثرَ من زَبَدِ البحرِ".[٨]



"أستَغفرُ اللَّهَ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ الحيَّ القيُّومَ، وأتوبُ إليهِ".[رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن زيد بن حارثة، الصفحة أو الرقم:1517، صحيح.]



ورد عن زيد بن حارثة أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "من قالَ: أستَغفرُ اللَّهَ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ الحيَّ القيُّومَ، وأتوبُ إليهِ، غُفِرَ لَهُ، وإن كانَ قد فرَّ منَ الزَّحفِ".[٩]



"لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ".



أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ".[٢]



"سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ".[رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3433، صحيح.]



ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ: سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ".[١٠]



"الحمد الله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة".



ورد عن معاذ بن أنس -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَنْ أكلَ طعامًا ثُم قال : الحمدُ للهِ الّذي أطعمَنِي هذا الطعامَ ، ورزَقَنِيهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ ، غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ ، ومَنْ لبِسَ ثوبًا فقال : الحمدُ للهِ الّذي كسَانِي هذا ، ورزَقَنِيِهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ ومَا تأخَرَّ".[١١]


أذكارٌ أخرى للمغفرة ومحو الذنوب



"رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ".[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:6398، صحيح.]




"اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ".[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:834، صحيح.]




"اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، قَوْلُكَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ لي غَيْرُكَ".[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7385، صحيح.]




"اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ".[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6306، صحيح.]




"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ".[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2719، صحيح.]



المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:780، صحيح.
  2. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3293، صحيح.
  3. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6405، صحيح.
  4. الشيخ صلاح نجيب الدق (30/8/2017)، "كيف تمحو ذنوبك؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/12/2020. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:386، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم:597، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:607، صحيح.
  8. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:9/194، إسناده صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن زيد بن حارثة، الصفحة أو الرقم:1517، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3433، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن معاذ بن أنس، الصفحة أو الرقم:6086، حسن.