الذكر في الإسلام

  • الذكر لغة: مصدر ذكر الشيء يذكره ذِكْراً وذُكْراً، أما في الاصطلاح: فيستعمل الذكر بمعنى ذكر العبد لربّه عزّ وجلّ، سواء بالإخبار عن ذاته، أو صفاته، أو أفعاله، أو أحكامه، أو بتلاوة كتابه القرآن الكريم.[١]
  • وللذكر معنىً عامٌ ومعنىً خاصٌ؛ فالمعنى العام: يشمل كل أنواع العبادات من صلاة، وصـيام، وحج، وقراءة القرآن، وثناء، ودعاء، وتسبيح، وتحميد، وتمجيد، وغير ذلك من أنواع الطاعات، فلا تقام أي طاعة إلا لذكر الله وعبادته، وأما المعنى الخاص: فهو ذكر الله -عزَ وجلّ- بالألفاظ التي وردت عنه سبحانه في كتابه القرآن الكريم، أو بالألفاظ التي وردت على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وفيها تمجيدٌ، وتنزيهٌ، وتقديسٌ، وتوحيدٌ الله.[٢]


كيف يكون الذكر؟

إن للذكر ثلاثة أحوال، وهي:[٣][٤]


الذكر بالقلب واللسان معاً

وذلك أن ينطق العبد المسلم ذكر الله بلسانه، بذكر أسمائه وصفاته وأفعاله، من تسبيح وتهليل وتلاوة، وغير ذلك من أنواع الذكر، ويسمع نفسه أثناء ذكره، ويستحضر ما يقوله في قلبه، ويستشعر ويتفكّر به، فهكذا يكون الذاكر قد أتمّ الذكر على أكمل وجه، بحيث وافق قلبه ما يقول لسانه، فهو أعلى وأكمل درجات الذكر.[٥]


الذكر بالقلب وحده

وهي الدرجة الثانية، وذلك أن يتفكّر العبد في قلبه ويتأمل في أسماء الله، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، وغيره من الذكر، دون أن ينطق بلسانه، فيكون ذكر الله تعالى دائماً في قلبه، وكون ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده؛ لأن ذكر القلب يحيي القلب على الخوف من الله تعالى ومحبته، ويثمر المعرفة والعلم، ويدعو إلى المراقبة والخشية، والابتعاد عن ارتكاب المعاصي، واتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.


الذكر باللسان وحده

وهي الدرجة الثالثة في أحوال الذكر، وذلك أن ينطق بلسانه الذكر، دون حضور القلب، إلا أنه يؤجر على ذلك، فهو طاعة قولية وعمل صالح، شُغِل اللسان به، وإن كان الذكر باللسان أقل درجات الذكر، إلا أن له فوائد عظيمة، منها تعويد الإنسان على الذكر، وانشغاله عن القول الباطل والسيء، كالنميمة، والغيبة، واللغو، مما يؤدي إلى طرد الشيطان وإبعاده، والبعد عن الغفلة، وقد دلّ على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَزَالُ لسانُكَ رَطْبًا من ذِكْرِ اللهِ).[٦]


أنواع الذكر:

الذكر من حيث الإطلاق والتقييد نوعان، بيانهما كما يأتي:[٧]


الذكر المقيّد

وهو الذكر الذي قُيِّد بمكانٍ، أو وقتٍ، أو حالٍ أو عبادة؛ كالأذكار التي تقال بعد الصلوات المفروضة، والذِّكر الذي يقال بعد انتهاء الأذان، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وكل ذكر قاله النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في مكان محدّد، أو في وقت معين.


الذكر المطلق

وهو ذكر الله تعالى على كل حال، قائماً، وقاعداً، ومضطجعاً، في سائر أوقات اليوم والليلة، من غير تحديد مكان، أو زمان، أو حال، كالاستغفار والتسبيح، وغير ذلك، حيث قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ).[٨]


المراجع

  1. "الذكر لغة واصطلاحًا "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2021. بتصرّف.
  2. "أنواع ذكر الله "، شبكة الألوكة، 16/12/2021، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. بتصرّف.
  3. "احوال الذكر الثلاث"، اسلام ويب، 14/12/2021، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  4. "ذكر الله يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2021. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 226. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن بسر، الصفحة أو الرقم: 7700، صحيح.
  7. "ذكر الله:أنواعه وفضائله "، شبكة الألوكة ، 16/12/2021. بتصرّف.
  8. سورة آل عمران ، آية:191