ذِكر الله

يتعلّق ذكر الله -تعالى- بأداء العبادات والطاعات على اختلافها؛ من صلاة، وصيام، ودعاء، وتسبيح، واستغفار، وحجّ، وتحميد، وتمجيد، وغيرها من العبادات؛[١] لِما في ذلك من إرضاء له -سبحانه وتعالى-، وتقوية للقلب والجسم، وتفريج للهموم والغموم، وجَلب للرزق، وغفران للذنوب والخطايا، وشغل للسان عن سيّئ القول، وإيقاظ للقلب من غفلته، وغيرها من الفوائد العظيمة،[٢] وفي المقال الآتي بيان لكيفيّة الذِّكر.


كيفيّة ذِكر الله

يُعدّ ذِكر الله -تعالى- حياةً للقلوب ودواء لها؛ إذ قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ والذي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ"،[٣] وهو عمرانٌ للقلوب والمنازل، وبابٌ مفتوح يُقرّب العبد إلى ربّه -عزّ وجلّ- فلا يُغلَق أبداً؛ ولهذا يجدر بالمسلم أن يُحافظ عليه ويحرص على التزامه والمداومة عليه[١] في أوقاته جميعها؛ حتى يكون ممّن قال الله -تعالى- فيهم: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"،[٤] وتجدر الإشارة إلى أنّ ذِكر الله -سبحانه وتعالى- يكون باللسان مع حضور القلب، وهو أفضل أنواع الذِّكر وأجلّها؛ لما في ذلك من ترقيق للقلب، وزيادة للإيمان، فإن لم يستطع فبالقلب وحده، فإن لم يستطع فباللسان وحده،[٥] الأمر الذي من شأنه أن يجعل اللسان رَطباً، والقلب مُنتبهاً، والجوارح حاضرة في تعظيمه -جلّ في عُلاه-؛ رغبةً في نيل رضاه، واتِّباعاً لسُنّة نبيّه الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال -عليه الصلاة والسلام-: "لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ".[٦][٧]


كما يكون الذِّكر بأداء العبادات المختلفة -كما تمّ التوضيح سابقاً-، والتسبيح، والتمجيد، والتحميد، وقراءة القرآن الكريم، والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر، وتعلُّم العلم وتعليمه، بالإضافة إلى أنّه يكون بالألفاظ الخاصّة بتنزيه الله -تعالى-، وتوحيده، وتقديسه، والتي وردت في القرآن الكريم، وفي السنّة النبويّة الشريفة.[١]


آداب ذِكر الله

تتعلّق بكيفيّة ذِكر الله -سبحانه وتعالى- مجموعة من الآداب التي يجدر بالمسلم أن يحافظ عليها؛ حتى ينال الأجر العظيم، والفضل الكبير، ومنها ما يأتي:[٨]

  • إخلاص النيّة لله -تعالى-؛ رغبة في نيل الأجر منه.
  • حضور القلب، والإقبال على الذِّكر بشغف وحُبّ، وحضور الجوارح.
  • استحباب الطهارة؛ إذ كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يحثّ على الطهارة عند ذِكر الله -تعالى-، كما قال عمر -رضي الله عنه-: "الوضوء الصالِح يطرد عنكَ الشيطان".
  • التوجُّه إلى القِبلة، والخشوع عند مناجاة الله -تعالى-.
  • استشعار عظمة الله -تعالى-، ومراقبته، والتوبة إليه من الذنوب، وتطهير النفس بالاستغفار؛ حتى يتهيّأ القلب واللسان لذِكره -تعالى-، إلى جانب التفكُّر في ألفاظ الذِّكر، وأسماء الله -تعالى- وصفاته، ممّا يُطمئن القلب ويملؤه سكينة.
  • تحرّي الأوقات المناسبة للذِّكر؛ بحيث يكون القلب مُقبِلاً عليه، خاشعاً مُشتاقاً؛ كليالي رمضان، وأوقات السَّحر، وساعات الفجر، وغيرها من الأوقات.
  • استحباب البكاء مع الذِّكر، واستحباب إخفائه عن غيره، وعدم إطلاع أحدٍ منها؛ لما فيه من استشعار للطمأنينة والصدق، وبُعد عن الرياء؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ..."، ومنه "ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ".[٩]
  • تجنُّب اللغو والذنوب، وتحرّي الاستقامة في الأفعال والأقوال والتعاملات، والمحافظة على الطاعات.


المراجع

  1. ^ أ ب ت د. عبدالله بن حمود الفريح (20/2/2016)، "ذكر الله تعالى: أنواعه وفضائله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
  2. "من فوائد الذكر"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:6407، صحيح.
  4. سورة الأحزاب، آية:35
  5. "أفضل أنواع الذكر ذكر اللسان مع حضور القلب"، إسلام ويب، 5/12/2014، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن بسر، الصفحة أو الرقم:3075، صحيح.
  7. "كيف يصبح المرء من الذاكرين الله كثيرا"، إسلام ويب، 2/3/2010، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
  8. "عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان - (25) كثرة ذكر الله"، طريق الإسلام. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1423، صحيح.