معنى وشرح اسمِ الله الشّكور

معنى اسم الله الشكور

يأتِي معنى اسمِ الشّكور: من شكرَ يشكرُ شاكرٌ، وشكور على وزنِ فعول، وهي صيغةُ مبالغةٍ من الفعل شكَر،[١] والشّكر في اللّغة: معرفةُ جميلِ الفعل، ونشرِه، ويأتي منه شكرُ النّعمة، وهو معرفتُها والشّكر عليها، والشّكر من الله للعبدِ؛ هو أن يجازيَ الله تعالى العبدَ بالحُسنى على عملِه الصّالح، والشّكور هو اسمٌ من أسماء الله سبحانه وتعالى الحُسنى، وهو أنّ الله تعالى يُبارك ويزكّي قليلَ العملِ الصّالح من العبد؛ فيُضاعِفه له ويجازيه عليه بما هو أهلُه سبحانه.[٢]


شرحُ اسم الله الشّكور

  • هو الذي يكون شكرُه على الدّوام، وتعمّ أفضالُه المطيعين من عبادِه، ويُجازي على صغير الطّاعات،[٣] فهو لا يضيع أجر وسعيَ العامِلين بل يُضاعِفه لهم ويزيدهم من فضله، وهذا من شكرِه لهم، وهو مع شكره لليسير من الطّاعة، يُثيبُ عليها بالثّواب الكبير؛ ومع قبولِه يسير طاعات عبادِه، التي لا تنفعه شيء، يُجازِي ويُعطي النّعم العظيمة لكلّ من أطاعه وشكرَه.[٤]
  • إنّ اسمَيْ الله تعالى الشّاكِر والشّكور، من أسمائِه الحُسنى؛ إلّا أنّ الشّكور أكثر بلاغةً من الشّاكر؛ لأنّه صيغةُ مبالغةٍ، تفيد التكثير، أيْ كثير الشّكر، ومن شكرِ الله عزّ وجلّ لعبادِه أنّه يجزي بالخيراتِ والنّعم على أعمالِهم، ويُثيبُهم عليها بالأجور العظيمة، وهذا مع ثنائِه على الطّائعين منهم، ويقبل القليل من أعمالِهم كذلك؛ ويكفّر عنهم بها الكثير من زلّاتِهم وخطاياهُم.[٥]
  • إنّ اسمَ الله الشّكور ورد في كتابِ الله تعالى في أربعِ مواضعَ؛[٦] وذلِك مع اقترانِه مرّتين باسمِ الغفور، ومرّة بالحليم، ومرّة بالصّبار؛ فقال تعالى: (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)،[٧] فاقترنت مغفرة الذنوب، بالشّكر على الأعمال الصّالحة، وكلا الموضِعين يحملُ ذاتَ المعنى، أيْ إنّ الله مع غفرانِه لذنوب عبادِه، يُجازيهم ويشكرهم ويُضاعِف لهم عملهم الطّيب؛ فهو غفورٌ لمن عاصَه، شكورٌ لمن أطاعه سبحانه.[٨]
  • واسم الله الشّكور مع الحليم، قال تعالى: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)،[٩] فجاء في الآية الحديث عن العمل الصّالح ومضاعفتِه له، مع مناسبتِه لاسم الله الشّكور، ثمّ أورد الغفران للذنوب، وإن حصل زلّ أو نقص؛ فإنّه حليمٌ وقتئذٍ، ثمّ آيةُ اسم الله الشّكور مع الصّبار؛ فقال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)،[١٠] فاجتماع الصّبر مع الشّكر علامةُ الإيمان للمسلم؛ فلا يكون العبد صابراً إلّا إذا كان شاكراً، والعكس كذلِك؛ فحالَ كونِه شديد الصّبر لحظةَ البلاء؛ هو ذاتُه حالَ شدةِ شكرِه لحظةَ الرّخاء.[١١]
  • إنّ في اسم الله الشّكور زيادةٌ على حالِ الشّكر، فإنّه يدخلُه الثّناء؛ فمن يجزي الحسنة بالحسنةِ ويُضاعِفها، يكون قد أبلغَ في الشّكر؛ ومن يُثني على المحسن لتلك الحسنة؛ يُقال: أنّه قد أبلغ في الشّكر؛ لكِن تعالى الله علواً كبيراً؛ وذلِك لأنّ شكرَه للمحسن وثناءَه عليه مطلقاً لا حصر له ولا حدود؛ فمجازاتُه له زيادةٌ في كلّ حال، وهي لا تكون إلّا من الله تعالى بحقّ عبادِه.[١٢]
  • ومن أعظم ما لا حدود له في شكرِه لعبادِه الطّائعين هو مجازاتُهم بالجنّة، والتي لا آخر لها؛ فهي دائمةٌ على كلّ حال؛ وإنّ الثّناء يكون من المُثني على فعل الغيرِ؛ فالله الذي يُثني على أفعال عبادِه، هو في حقيقةِ يُثني على فعلِ نفسِه؛ لأنّه هو الذي خلقهم وخلقَ أعمالَهم؛ فإذا كان الذي يُعطي ثمّ يُثني شكوراً؛ فمن بابِ أولى الذي يُعطي ويُثني على المُعطِي هو أحقّ أن يكون شكوراً، وهذا لا يكون إلّا بحقّ الله تعالى.[١٢]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 921. بتصرّف.
  2. حسن عز الدين الجمل، معجم وتفسير لغوي لمعاني القرآن، صفحة 398-399. بتصرّف.
  3. حسين بن محمد المهدي، صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، صفحة 391. بتصرّف.
  4. محمد إبراهيم التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 208. بتصرّف.
  5. الدكتور باسم عامر (28/4/2021)، "معاني أسماء الله الحسنى مع مقتضاها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2021. بتصرّف.
  6. سعد بن عبد الرحمن ندا، مفهوم الأسماء والصفات، صفحة 70. بتصرّف.
  7. سورة فاطر، آية:30
  8. سعد بن عبد الرحمن ندا، مفهوم الأسماء والصفات، صفحة 70. بتصرّف.
  9. سورة التغابن، آية:17
  10. سورة إبراهيم، آية:5
  11. "اسم الله الشكور"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2021. بتصرّف.
  12. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 394. بتصرّف.