أسماء الله الحسنى لا تعد ولا تحصى

إن أسماء الله الحسنى ليست محصورة بعدد معين، فهي لا تدخل تحت حصر، ولا تحدّ بعدد،[١] حيث اتفق أهل العلم أن عدد أسماء الله الحسنى أكثر من تسعة وتسعين اسماً؛ وذلك لأن مدائحه وفضائله غير متناهية، فكل اسم من أسمائه -جلّ وعلا- متضمن صفة من صفاته، ومن صفاته ما يتعلق بأفعاله، وأفعال الله -تعالى- لا منتهى لها، فلا يمكن أن تتناهى أسماؤه، فلا أحد يعلم عدد أسماء الله الحسنى إلا هو -سبحانه-.[٢]


وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على ذلك، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ)،[٣] حيث أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعائه أنه لا يحصي الثناء على الله -تعالى-، وإحصاء الثناء يستلزم إحصاء الأسماء، فدلّ ذلك على عدم حصر الأسماء الحسنى.[٤]


وما جاء في حديث الشفاعة حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: (فأقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عزَّ وجلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِن مَحَامِدِهِ وحُسْنِ الثَّنَاءِ عليه شيئًا، لَمْ يَفْتَحْهُ علَى أحَدٍ قَبْلِي)،[٥] حيث يدل الحديث أن هناك محامد من أسماء الله وصفاته يفتح الله بها على رسوله يوم قيام الساعة، وهي غير المحامد المأثورة في الكتاب والسنة.[٤]


أقسام أسماء الله الحسنى

تنقسم أسماء الله الحسنى إلى ثلاثة أقسام، وهي:[١]

  • قسم سمّى الله به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته وغيرهم، ولم ينزل به كتابه.
  • قسم أنزل به كتابه، فتعرف به على عباده وأطلعهم عليه.
  • قسم استأثر به في علم الغيب عنده، فلم يُطلع عليه أحد من خلقه، ولم ينزل به كتابه، فاختصّ نفسه بالعلم به.


وقد دلّ على هذه الأقسام الثلاثة ما جاء في الحديث الصحيح: (اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ ناصِيَتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ بصَري وجِلاءَ حُزْني وذَهابَ همِّي...).[٦][٧]


المقصود من حديث (لله تسعة وتسعين اسماً)

أخرج الإمام البخاري في صحيحه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٨] وقد قال أهل العلم في مقصود هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يخبر عن فضيلة إحصاء هذا العدد من أسماء الله الحسنى، فإن من أحصى تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله؛ بحفظها وإحاطتها لفظاً ومعنًى، دخل الجنة جزاءً على هذا الإحصاء،[٩] فالمراد من هذا الحديث الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها، لا الإخبار بحصر الأسماء الحسنى.[١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 75. بتصرّف.
  2. "" هل هي 99 اسمًا فقط ؟ ""، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2022. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:486، صحيح.
  4. ^ أ ب عبد الرزاق البدر، فقه الأسماء الحسنى، صفحة 58. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4712، صحيح.
  6. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 972، أخرجه في صحيحه.
  7. هشام آل عقدة، مختصر معارج القبول، صفحة 28. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2736، صحيح.
  9. عبد الرزاق البدر، فقه الأسماء الحسنى، صفحة 59. بتصرّف.
  10. الصنعاني، التحبير لإيضاح معاني التيسير، صفحة 62. بتصرّف.