إن الذكر من أفضل وأجلّ الأعمال التي تقرّب العبد من ربّه -سبحانه وتعالى-، وهو سببٌ من أسباب تحقيق السكينة والسعادة في القلوب والنفوس، وهو سببٌ في ذِكر الله -تعالى- لعباده الذاكرين له، إلى جانب غيرها من الفضائل، فلطالما رطبنا ألسنتنا وهذبنا أنفسنا بالانشغال بالذكر عن الوقوع في المعاصي، وعن الاشتغال بما لا ينفع؛ لعلَّ ألسنتنا تشهد لنا بالخير، حيث قال تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).[١]  


كيفية الإكثار من ذكر الله

فيما يلي بيان أهم الأمور التي تعين على الإكثار من ذكر الله تعالى:[٢]


المحافظة على الصلاة

إنَّ المحافظة على الصلاة بحدودها وخشوعها يجعل المسلم ينال نصيباً كبيراً من ذكر الله تعالى؛ فالصلاة تشتمل على أنواعٍ من الذِّكر، مع معانٍ لا توجد في غيرها، فالمحافظة على الصلوات الخمس، وغيرها من الصلوات النوافل سبيل للإكثار من ذكر الله تعالى.


الإكثار من تلاوة القرآن الكريم

فالقرآن الكريم من أعظم الذكر، وثواب تلاوته كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن قراءة الحرف الواحد يضاعف إلى عشر حسنات، حيث جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)،[٣] فكلما زاد المسلم من قراءة القرآن كَثُر ذكره لله سبحانه، وضُوعف أجره وثوابه.[٤]


الالتزام بالأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم

كأذكار الصباح والمساء، والأذكار بعد أداء الصلوات الخمس، وأذكار النوم، والذكر بعد الوضوء، والذكر بعد الأذان، وغير ذلك مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتعرّف على شروحها ودلالاتها ومعانيها، مما يؤدي إلى تحفيز المسلم وترغيبه في المحافظة عليها والالتزام بها.[٥]


ترديد صيغ الذكر والمحافظة عليها

كالتسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل، والاستغفار، والصلاة على النبي، وغير ذلك من صيغ الذكر، والإكثار منها، وترديدها عند تذكرها وعدم تأجيلها، ومعرفة أجرها وفضلها عند الله لمن يحافظ عليها ويكثر منها، وتخصيص وقت معين في الصباح والمساء لقولها، والحرص على حفظ شيئاً من الذكر غيباً قدر الاستطاعة، فهذا مما يساعد على قولها وترديدها في أماكن وأوقات مختلفة، والالتزام بقولها.[٦]


المحافظة على أداء مختلف العبادات

فإن كل عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وتؤدي إلى معرفة الله تعالى، هي نوع من أنواع الذكر، وذلك كالدعاء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحضور مجالس العلم، وتعلّم العلم الشرعي وتعليمه، ومجالسة العلماء والإنصات لحديثهم، حتى إن التفكّر في نِعم الله وخلقه، يعدّ من ذكر الله، وغير ذلك من العبادات.


ومما يعين على الإكثار من ذكر الله تعالى أيضاً:

  • تجنب ارتكاب الذنوب والمعاصي، والابتعاد عن كل ما نهى الله عنه، والمحافظة على الطاعات، والالتزام بكل ما أمر الله به.
  • الحرص على الصحبة الصالحة التي تعين المسلم على طاعة الله تعالى وتذكّره بالعمل الصالح.
  • تذكير أهل البيت بعضهم البعض في الالتزام الذكر والحرص عليه.
  • استغلال تطبيقات الهواتف الذكية التي تذكّر المسلم ببعض الأذكار.


المراجع

  1. سورة النور، آية:24
  2. "الوسائل التي تُعين على تذكُّر الأذكار الشرعية"، طريق الإسلام، 2015/9/27، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2910، صحيح.
  4. أزهري أحمد محمود، غيث القلوب ذكر الله تعالى، صفحة 13. بتصرّف.
  5. أزهري أحمد محمود، كتاب غيث القلوب، صفحة 13. بتصرّف.
  6. "استحباب الإكثار من الأذكار"، الإمام ابن باز رحمه الله، 20/5/1443، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2021. بتصرّف.