لا حول ولا قوّة إلا بالله

لا حول ولا قوّة إلا بالله أو الحوقلة من الأذكار العظيمة التي جاءت النصوص على ذكرها وبيان فضلها، وهي من جملة الذكر الذي حثّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- عليه كما رُوي عنه أنّه: "جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ، قالَ: قُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ"،[١] وأمّا عن معناها؛ فالحول هو التحرّك، والقوّة خلاف الضعف وتعني الشدّة، فيكون بذلك مقتضى لا حول ولا قوّة إلا بالله ومضمونها: أنّه لا تحوّل للعبد أو تبدّل من حالٍ إلى حالٍ ولا قوّة له على القيام بطاعةٍ أو ترك معصيةٍ إلا بمعونةٍ من الله تعالى، وقيل في معناها كذلك أنّه: "لا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلاّ بالله تعالى".[٢]


عظم لا حول ولا قوّة إلا بالله وفضلها

إنّ لا حول ولا قوّة إلا بالله من أعظم الذكر؛ فهي متضمّنةٌ لمعاني التوكّل على الله وإظهار الافتقار له، وفي معانيها العميقة ما يُثبّت الإيمان واليقين ويوثّق الصّلة بالله ربّ العالمين، ولا حول ولا قوّة إلا بالله من أحبّ الكلام إلى الله -سبحانه وتعالى- وهي كنزٌ من كنوز الجنّة، كما روى أبو موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قوله: "كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في سَفَرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بالتَّكْبِيرِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، إنَّكُمْ ليسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهو معكُمْ قالَ وَأَنَا خَلْفَهُ، وَأَنَا أَقُولُ: لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ يا عَبْدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ: أَلَا أَدُلُّكَ علَى كَنْزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ، فَقُلتُ: بَلَى، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: قُلْ: لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ"،[٣] ومعنى أنّها كنزٌ أنّ ثوابها مدخرٌ في الجنّة، وقيل إنّ لا حول ولا قوّة إلا بالله بابٌ من أبواب الجنّة، كما روي عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قوله: "أَلا أَدُلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنةِ؟ قال: وما هو؟ قال: لا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ".[٤][٥][٦]


مواطن يستحبّ فيها قول لا حول ولا قوة إلا بالله

ثمّة مواطن وأحوالٌ يستحبّ فيها قول لا حول ولا قوّة إلا بالله، ومنها:[٦][٧]

  • مع الأذان والإقامة: وذلك عند سماع قول المؤذّن في الأذان والإقامة وهو يقول حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح، فيردّ السماع عندها بلا حول ولا قوّة إلا بالله؛ طلبًا للاستعانة والقوّة على طاعة الله.
  • عند رؤية المسلم لشيءٍ يعجبه: ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى من سورة الكهف: (وَلَولا إِذ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللَّـهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّـهِ).[٨]
  • عقب كلّ صلاةٍ: وذلك لما روي عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- أنّه كان: "يقولُ: في دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَلَا نَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ، له النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ له الدِّينَ ولو كَرِهَ الكَافِرُونَ وَقالَ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُهَلِّلُ بهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ".[٩]
  • عند الخروج من المنزل.
  • عند النوم.


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2696، صحيح.
  2. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، الحوقلة مفهومها وفضائلها ودلالتها العقدية، صفحة 62-64. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2704، صحيح.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:1581، صحيح لغيره.
  5. بكر البعداني (14/11/2019)، "لا حول ولا قوة إلا بالله (فوائد وثمار)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/09/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محمد بن إبراهيم النعيم، "الإكثار من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله)"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 13/09/2021. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 251. بتصرّف.
  8. سورة الكهف، آية:39
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم:594، صحيح.