ذكر الله
ذكر الله -سبحانه- عبادةٌ من أجلّ العبادات، وطاعةٌ من أعظم الطاعات، وعملٌ جليلٌ ينال العبد بسببه القُرب منه -عزّ وجلّ-، فهو امتثالٌ لأوامره، فقد أمر بذكره قائلاً: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[١][٢] وذكر الله هو: الثناء عليه نطقاً باللسان وإيماناً بالقلب،[٣] وتترتب العديد من الفضائل والآثار على ذكر الله في المقال بيانها.
لماذا نذكر الله تعالى؟
أحب الأعمال إلى الله
أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ المداومة على ذكر الله -تعالى- من أحبّ الأعمال إليه، فقد ورد عن عبد الله بن بسر -رضي الله عنه-: (يا رسولَ اللهِ، أي الأعمالِ أفضلُ؟ قال: أن تفارِقَ الدنيا ولسانكَ رطبٌ من ذكرِ اللهِ).[٤][٥]
دخول الجنة
ذكر الله -تعالى- سببٌ من أسباب دخول الجنة والتنعّم فيها، وقد خُصّ بابٌ من أبوابها لذكر الله، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلا أَدُلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنةِ؟ قال: وما هو؟ قال: لا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ).[٦][٥]
غراس الجنة
ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ بعض الأذكار كنزٌ من كنوز الجنة وغرسٌ من غراسها، أخرج البخاري عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه السلام-: (ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ هي كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ).[٧][٥]
التخلص من وساوس الشيطان
المداومة على ذكر الله في كلّ الأحوال من الطرق والوسائل النافعة في طرد وساوس الشيطان من النفس، والتعلّق بالله وحده، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (وكذلك العبدُ لا ينجو من الشيطانِ إلا بذكرِ اللهِ).[٨][٥]
التوفيق ونيل الرزق
وعد الله -سبحانه- المداومين على استغفاره بالتوفيق والرزق الواسع، قال -سبحانه-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).[٩][٥]
اطمئنان القلب
المداومة على ذكر الله وترديده على اللسان من أعظم الأسباب التي تحقّق الراحة والسكينة والاطمئنان في القلب والنفس، قال الله -تعالى-: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ).[١٠][٥]
الاستظلال بظل الله يوم القيامة
ذكر الله -تعالى- سببٌ من الأسباب التي ينال العبد بها الوقاية من حرّ الشمس يوم القيامة أثناء الوقوف لانتظار الحساب كما بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ... رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ).[١١][٥]
نيل شرف ذكر الله والتقرب منه
وعد الله -تعالى- بذكر مَن يذكره في الملأ الأعلى، وبيّن أنّه يتقرّب من عباده أضعاف تقرّبهم منه، قال -تعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)،[١٢] وقال -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربه -عزّ وجلّ-: (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي، وأنا معهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منه، وإنِ اقْتَرَبَ إلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنِ اقْتَرَبَ إلَيَّ ذِراعًا، اقْتَرَبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).[١٣][٥]
المراجع
- ↑ سورة الجمعة، آية:10
- ↑ "الوسائل التي تُعين على تذكُّر الأذكار الشرعية"، طريق الإسلام، 2015/9/27، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.
- ↑ "تعريف ومعنى ذكر الله في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البغوي، في شرح السنة، عن عبد الله بن بسر، الصفحة أو الرقم:3/66، حسن.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د الشيخ أحمد علوان (30/11/2016)، "لماذا نذكر الله؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:1581، صحيح لغيره.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:6384، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن الحارث بن الحارث الأشعري، الصفحة أو الرقم:1498، صحيح.
- ↑ سورة نوح، آية:10-12
- ↑ سورة الرعد، آية:28
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:660، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية:152
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2675، صحيح.