إنّ ذكر الله -سبحانه وتعالى- من أجلّ العبادات، حثّ الله -تعالى- عليه عباده، وأمرهم به في مواطن كثيرةٍ، ومنها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)،[١] فهل الذكر هو أفضل الأعمال عند الله تعالى؟ وما هو فضله؟
هل ذكر الله أفضل الأعمال؟
إنّ أفضل الأعمال إطلاقًا باتّفاق العلماء: أداء الفرائض من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجّ؛ فلا شيء أفضل للمسلم من أدائه لما فرضه الله -تعالى- عليه؛ لما جاء من قوله تعالى في الحديث القدسي: (مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه)،[٢] وأمّا أفضل الأعمال بعد الفرائض؛ فإنّ ذلك يختلف بحسب حال كلّ مسلمٍ، وما يقدر عليه من الأعمال الصالحات، وبوجهٍ عامٍّ؛ فإنّ ملازمة ذكر الله -تعالى- هو أفضل عملٍ يشغل به المسلم نفسه ووقته، وهو عملٌ يقدر عليه كلّ مسلمٍ؛ لأنّه لا يحتاج وقتًا ولا جُهدًا ولا مالًا.[٣]
وقد وردت أحاديث نبويَّةٌ عدَّةٌ بيّن أشار فيها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى أنّ ذكر الله -تعالى- هو أفضل عملٍ يشغل له المسلم وقته، ومن ذلك قوله -عليه الصلاة والسلام-: (سَبَقَ المُفَرِّدُونَ، قالوا: وَما المُفَرِّدُونَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ)،[٤] ووصفه -عليه الصلاة والسلام- لذكر الله -تعالى- بأنّه خير الأعمال، وذلك في قوله: (ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى، قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى).[٥][٣]
فضل ذكر الله تعالى
إنّ لذكر الله -تعالى- فضائل وفوائد عظيمةٌ، وفيما يأتي ذكر جملةٍ منها:[٦][٧]
- يذكر الله -تعالى- من يذكره؛ قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).[٨]
- ذكر الله -تعالى- سبيلٌ لطمأنينة القلب وسكينة النفس؛ لقوله تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ).[٩]
- ذكر الله -تعالى- سببٌ لمغفرة الذنوب وتحصيل الثواب العظيم؛ لقوله تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).[١٠]
- ذكر الله -تعالى- غرسٌ للذاكر في الجنّة.
- تحفّ الملائكة المجلس الذي يُذكر فيه الله -تعالى-، وتحيط أفراده سكينةٌ من الله -تعالى-.
أنواع الذكر
تقسم الأذكار إلى أذكارٍ مطلقةٍ وأذكارٍ مقيَّدةٍ؛ فالأذكار المطلقة هي التي يقولها المسلم في أيّ وقتٍ وكلّ حالٍ، والأذكار المقيّدة هي الأذكار التي قيّدها وحدّدها الشرع بأوقاتٍ أو أحوالٍ مخصوصةٍ؛ كأذكار ما بعد الصلاة، وذكر الخروج من البيت، وذكر دخول المسجد، وأذكار الصباح والمساء، ولكلٍّ من الأذكار ثوابٌ عظيمٌ، وفوائد جليلةٌ في الدنيا والآخرة؛ فالأذكار -إضافةً للأجر والثواب الذي يحوزه قائلها- تبقي المسلم على صلةٍ دائمةٍ بالله -تعالى-، ومستحصرًا لمعيّته في كلّ أحواله وأوقاته.[١١]
مواضيع أُخرى:
المراجع
- ↑ سورة الأحزاب، آية:41-42
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، حديث صحيح.
- ^ أ ب "ما هي أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات؟"، الإسلام سؤال وجواب، 20/8/2001، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2676، حديث صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:3377، صححه الألباني.
- ↑ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، الذكر والدعاء، صفحة 27-33. بتصرّف.
- ↑ صالح السدلان، ذكر وتذكير، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:152
- ↑ سورة الرعد، آية:28
- ↑ سورة الأحزاب، آية:35
- ↑ "أقسام الذكر وأوقاته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2022. بتصرّف.