الأذكار جمع ذكر، وهو في اللغة ضدّ النسيان، ويأتي بمعنى حفظ الشيء وجريان اللسان به، والذكر في الشرع بمعناه العامّ يشمل الصلاة، وطاعة الله تعالى، وشكره، والدعاء، والتسبيح، وقراءة القرآن، وتمجيد الله وتهليله وتسبيحه والثناء عليه بجميع محامده، وفي الاصطلاح الشرعي: هو التخلّص من النسيان والغفلة عن الله تعالى ويكون بالقلب واللسان،[١] والذكر باللسان متنوّعٌ، والذكر من أعظم العبادات التي يقوم بها المسلم، ومن الذكر ما يُقال في أوقاتٍ وأحوال معيّنةٍ وورد عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بيان عدده، وآتيًا بيانٌ لمسألة تحديد عددٍ معيّنٍ لذكرٍ ما، وحديثٌ عن فضل الذكر بوجهٍ عامٍّ.


هل يجوز تحديد عدد معين للذكر؟

إذا تناوب المسلم على قول ذكرٍ ما من الأذكار بعددٍ معيّنٍ واعتبره سنّةً مسنونةً في الشرع، دون أن يكون هذا العدد قد ثبت في الشرع فعلًا؛ فذلك أمرٌ غير مقبولٍ شرعًا وقد يعدّ من البدع إلّا إن كان قائله يقوله وفق هذا النحو والعدد لا على سبيل أنّه سنّةٌ ثابتةٌ في الشرع وكان يقوم به أحيانًا لا على الدّوام؛ أي لم يتخذها سنّةً راتبةً، فلا بأس في ذلك؛ بدليل النصوص الشرعيّة العامّة الواردة في الحث على الذكر وفضله، كما في قول الله تعالى الذي يأمر فيه عباده بالذكر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)،[٢] فلو قام المسلم بالاستغفار أو التسبيح والتهليل أو غيرهم من الأذكار بعددٍ معيّنٍ في أحيانٍ دون أحيانٍ ولم يداوم على ذلك أو ينسبه للنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- جاز له ذلك.[٣][٤]


فضل ذكر الله تعالى

إنّ لذكر الله تعالى فضلًا عظيمًا يعود على من داوم عليه ولزمه، ومن فضله ما يلي:[٥][٦]

  • ذكر الله تعالى من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى وأقربها إليه.
  • ذكر الله تعالى سببٌ لطمأنينة القلب، كما جاء في قول الله تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ).[٧]
  • ذكر الله سببٌ لمغفرة الذنوب وتحصيل الأجر من الله تعالى، كما جاء في قوله تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).[٨]
  • ذكر الله تعالى سببٌ لجلب النعم المفقودة، واستدامة النعم الموجودة، ومن ذلك قول الله تعالى: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ).[٩]
  • من ذكر الله تعالى ما يكون غرسًا لقائله في الجنّة؛ كما جاء في قول النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- عن ذكر الله بتسبيحه وحمده: "من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه؛ غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنَّةِ".[١٠]
  • ذكر الله تعالى طاردٌ للشيطان وواقٍ من وساوسه، كما جاء في قول الله تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،[١١] وقد وصف الله تعالى عباده المتّقين بأنّهم إن مسّهم من الشيطان شيءٌ ذكروا الله، كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُم طائِفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّروا فَإِذا هُم مُبصِرونَ).[١٢]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 1961-1962. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:41-42
  3. "حكم المواظبة على الذكر بعدد معين لم يثبت في الشرع"، إسلام ويب، 14/02/2009، اطّلع عليه بتاريخ 08/09/2021. بتصرّف.
  4. خالد عبد المنعم الرفاعي (29/06/2019)، "حكم التزام عدد معين من الذكر في وقت معين"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 08/09/2021. بتصرّف.
  5. أمين بن عبد الله الشقاوي (08/01/2015)، "فضل الذكر"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 08/09/2021. بتصرّف.
  6. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (25/09/2010)، "فضل ذكر الله تعالى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 08/09/2021. بتصرّف.
  7. سورة الرعد، آية:28
  8. سورة الأحزاب، آية:35
  9. سورة إبراهيم، آية:7
  10. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1539، صحيح لغيره.
  11. سورة فصلت، آية:36
  12. سورة الأعراف، آية:201