فضل الذكر بعد الصلاة

ذكر الله -تعالى- من أعظم ما يتقرّب به العبد إلى ربّه -عزّ وجلّ-، والذِّكْر أدبار الصلوات ممّا حثّ عليه المولى -سبحانه- بقوله: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ)،[١][٢]واستحباب الذّكر بعد الصلاة محل إجماع عند أهل العلم، وقد ثبت في عدد من الأحاديث بيان فضل هذه الأذكار، وفيما يأتي استعراض لأهم هذه الفضائل:[٣]


  • الدّعاء بعد الصلاة أرجى في الإجابة



عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-: (قِيلَ يا رسولَ اللهِ: أيُّ الدعاءِ أسمَعُ؟ قال: جَوفَ الليلِ الآخِرِ ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ). [أخرجه الترمذي، حسن]


  • أذكار مخصوصة بعد الصلاة لا يخيب قائلها



كعب بن عجرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قائِلُهُنَّ، أوْ فاعِلُهُنَّ، دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ، ثَلاثٌ وثَلاثُونَ تَسْبِيحَةً، وثَلاثٌ وثَلاثُونَ تَحْمِيدَةً، وأَرْبَعٌ وثَلاثُونَ تَكْبِيرَةً). [أخرجه مسلم]


  • الذّكر بعد الصلاة سبب لمحو الخطايا



عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ، وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ). [أخرجه مسلم]


  • الدّعاء بعد الصلاة وصيّة الحبيب لحبيبه



عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: (أخَذَ رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيَدي يومًا ثمَّ قالَ: يا مُعاذُ، واللهِ إنِّي لأُحبُّكَ؛ فقلْتُ له: بأبي وأمِّي يا رَسولَ اللهِ، وأنا واللهِ أُحبُّكَ، فقالَ: "أُوصيكَ يا مُعاذُ، لا تَدعَنَّ في دُبرِ كلِّ صَلاةٍ أنْ تَقولَ: اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِكَ، وشُكرِكَ، وحُسنِ عِبادتِكَ). [أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد]


  • المحافظة على آية الكرسي بعد الصلاة سبب لدخول الجنة



عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ آيةَ الكرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ لم يمنعْه من دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يموتَ). [أخرجه المنذري بإسناد صحيح]




الذكر بعد الصلاة دليلُ صدقِ إيمان العبد

ولا يخفى أنّ الأذكار المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الصلاة متعدّدة، ويحسن بالمسلم أنْ يعوّد نفسه على الالتزام بها؛ اقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وتحصيلاً لعظيم الأجر والثواب الوارد فيها.


وذكر الله -سبحانه- بعد الصلاة مُشعرٌ بصدق العبد في وقوفه بين يدي الله، وفرحه بصلته بالله؛ فما إنْ فرغ من صلاته حتى شرع بالذّكر والمناجاة، وكأنّه لا يريد قطع نفسه عن لذّة المناجاة والأنس بقرب الله -سبحانه-، وهذه وصيّة الله لنبيّه -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول -سبحانه-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ).[٤]


والدّعاء -أيضاً- نوع من الذّكر المبارك، وهو أرجى للقبول بعد أداء الصلاة؛ فيحسن بالمسلم أنْ يستغلّ هذه الأوقات المباركة بالدّعاء لنفسه ولوالديه وللمسلمين بما يفتح الله عليه من أمور الدنيا والآخرة.

المراجع

  1. سورة النساء، آية:103
  2. صالح الفوزان (1423)، الملخص الفقهي (الطبعة 1)، الرياض:دار العاصمة، صفحة 154، جزء 1. بتصرّف.
  3. النووي (2004)، الأذكار (الطبعة 1)، صفحة 150-154. بتصرّف.
  4. سورة ق، آية:40