التعريف بأسماء الله الحسنى
عرّف أهل العلم أسماء الله الحسنى بأنّها هي الأسماء التي ارتضاها الله -عزّ وجلّ- لنفسه، فأوردها في القرآن الكريم، أو علمّها لرسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، حتى يؤمن بها المسلمون جميعهم، فقد ذكر الله -عز وجل- لفظ الأسماء الحسنى في القرآن الكريم في أربع مواضع،[١] وفي هذا المقال ذكر أهمية معرفة أسماء الله تعالى الحسنى.
أهمية معرفة أسماء الله الحسنى
تبرز أهمية معرفة أسماء الله الحسنى في حياة العبد الدنيوية والآخروية، وفيما يلي ذكر بعضها:[٢][٣]
التعرّف على أسماء الله أصل جميع العبادات
فلا يمكن للعبد أن يتمثل أوامر الله -عزّ وجلّ- ويجتنب نواهيه إلّا بمعرفته -تعالى- حقّ المعرفة، ولا يكون ذلك إلّا بمعرفة أسمائه ومعانيها.
سببٌ لدخول المسلم الجنّة
فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٤] وقد فسّر ابن القيم -رحمه الله- كلمة أحصاها إلى عدّة معانٍ، منها: إحصائها وحفظها كألفاظ، وفهم معانيها ومدلولاتها، ومناجاة الله تعالى ودعائه بها.
سببٌ لاستجابة الدعاء
حيث ذكر الله -تعالى- في محكم كتابه ذلك، فقال: {وَلِلهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}،[٥] وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا أراد الدعاء يدعو بأسماء الله الحسنى، يبدأ دعاءه بسؤال الله تعالى بكل اسم له.
سببٌ لمعرفة الله -عزّ وجلّ-
وهي أول الطرق للتعرّف على الله تعالى، فقد قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفة باريها وفاطرها، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه، فكلما كان العبد بها أعلَمَ، كان بالله أعرف، وله أطلب، وإليه أقرب، وكلما كان لها أنكر، كان بالله أجهل، وإليه أكره، ومنه أبعد، والله يُنزل العبدَ من نفسه حيث يُنزله العبدُ من نفسه، فالسير إلى الله من طريق الأسماء والصفات شأنُه عَجب، وفتحه عجب، صاحبُه قد سِيقَتْ له السعادةُ وهو مستلقٍ على فراشه غَيرَ تَعِب"، فالعبد لا يدرك حقيقة العبودية لله تعالى إلى بمعرفة أسماء الله تعالى حق المعرفة.
سببٌ لمحبة الله والخشية منه
فإن معرفة أسماء الله الحسنى يعد من أسباب نيل محبة الله تعالى للعبد، حيث إنّ الله -عزّ وجلّ- يُحبّ من أحبّ أسماءه، وتدعو العبد إلى محبة الله وخشيته ورجائه، وإخلاص العمل له، وهذا مما يزيد من تقوى العبد المسلم وإيمانه، مما يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة.
عدد أسماء الله الحسنى
ذكر أهل العلم أنّ أسماء الله تعالى الحسنى لا يمكن إحصاؤها، فهو عدد لا يعلمه إلّا الله -عزّ وجلّ-، وقد استدلوا على ذلك بدعاء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيْتَ به نفْسَك، أو أنْزَلْتَه في كِتابِك، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خلْقِك، أو اسْتَأْثَرْتَ به في عِلْمِ الغَيبِ عِندَك؛ أنْ تَجعَلَ القُرآنَ العظيمَ رَبيعَ قَلْبي، ونُورَ صَدْري، وجَلاءَ حُزْنِي، وذَهابَ هَمِّي).[٦][٧]
المراجع
- ↑ هشام آل عقدة، كتاب مختصر معارج القبول، صفحة 28. بتصرّف.
- ↑ د. شريف فوزي سلطان (25/3/2017)، "أهمية معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 7/12/2021. بتصرّف.
- ↑ "أهمية معرفة أسماء الله الحسنى"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7392، حديث صحيح.
- ↑ سورة سورة الأعراف، آية:180
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج زاد المعاد، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:182، حديث إسناده صحيح.
- ↑ هشام آل عقدة، كتاب مختصر معارج القبول، صفحة 28-29. بتصرّف.