ذكر الله -تعالى- عبادةٌ من العبادات السهلة اليسيرة التي يُمكن الإتيان بها في مختلف الأحوال والأوقات،[١] وقد أمر الله -سبحانه- بذكره، إذ قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)،[٢] فالآية تدلّ على الأمر بذكر الله من تسبيحٍ وتهليلٍ وتكبيرٍ وتحميدٍ وغيرها من الأذكار؛ لِما في المداومة عليها من الآثار والفضائل والثمرات والفوائد الآتي بيانها في المقال.[٣]
ما أثر المداومة على ذكر الله؟
طرد الشيطان ووساوسه
ذكر الله سببٌ من أسباب طرد الشياطين ووساوسهم، إذ إنّ الشيطان لا يُمكن له مقاومة الذكر، فعلى سبيل المثال لا يُمكن له أن يأكل مع مَن ذكر الله قبل البدء بالأكل، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وإذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ. وفي روايةٍ : وإنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عِنْدَ طَعَامِهِ، وإنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عِنْدَ دُخُولِهِ).[٤][٥]
نيل رضا الله
يرضى الله -تعالى- عن عباده المداومين على ذكره وشكره على ما أنعم ومَنّ عليهم، أخرج الإمام مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا).[٦][٥]
اطمئنان القلب
يحقّق ذكر الله الاطمئنان والراحة للقلب، ويُزيل عنه الهمّ والغمّ ويُعمره بالفرح والسرور، قال -تعالى-: (وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى)،[٧] وقال أيضاً: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).[٨][٥]
جلب الرزق
ذكر الله -تعالى- والمداومة عليه سببٌ من أسباب جلب الرزق، قال الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).[٩][٥]
استشعار مراقبة الله
المداومة على ذكر الله والاستمرار في ترديد على اللسان من الأسباب التي تجعل العبد يستشعر بوجود الله -تعالى- دائماً، حتى يصل إلى مرتبة الإحسان التي تجعله يستشعر رؤية الله له في كل الأحوال والأوقات، قال -عزّ وجلّ-: (إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُم طائِفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّروا فَإِذا هُم مُبصِرونَ).[١٠][٥]
التوبة والإنابة
ذكر الله في كل الأوقات والأحوال ممّا يحفّز العبد على التوبة والإنابة إلى الله -تعالى- من الذنوب والمعاصي، قال -سبحانه-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).[١١][٥]
المراجع
- ↑ د. محمد أكجيم (2/10/2014)، "ذكر الله عز وجل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/10/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:41-42
- ↑ محمد صالح المنجد (14/3/2016)، "هل يجب ذكر الله بالقلب مع كل نَفَس ، وفي كل لحظة ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 25/10/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2018، صحيح.
- ^ أ ب ت ث ج ح محمد حسين يعقوب، الأنس بذكر الله، صفحة 50-55. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2734، صحيح.
- ↑ سورة طه، آية:124
- ↑ سورة آل عمران، آية:135
- ↑ سورة نوح، آية:10-12
- ↑ سورة الأعراف، آية:201
- ↑ سورة آل عمران، آية:135