الحوقلة
الحوقلة من جملة الأذكار التي يذكر بها المسلمُ الله تعالى، وهي كمفردةٍ في اللغة معناها سرعة المشي ومقاربة الخُطى،[١] وأمّا في العرف الشرعيّ؛ فهي مفردةٌ مأخوذة من عبارة: لا حول ولا قوّة إلّا بالله، ومن العلماء من قال إنّها حولقة والمشهور أنّها حوقلة،[٢] وتاليًا شرحٌ لمعنى الحوقلة وبيانٌ لفضلها والمواطن التي يستحبّ فيها قولها.
شرح الحوقلة
إنّ معنى قول لا حول ولا قوّة إلا بالله كما شرحه العلماء: أنه لا تَحَوّل من حالٍ إلى حالٍ، ولا يمكن للعبد أن يُحصّل القوّة للقيام بأيّ أمرٍ يريد القيام به إلا بعونٍ من الله تعالى وتوفيقه وتسديده، فلا قوّة للعبد عن الانتهاء عن معصية أو الإقبال على طاعةٍ إلا بالله تعالى، ولا يأخذ العبد ما يحبّ ولا يمتنع عمّا يكره إلا بعون الله تعالى، وقيل في إجمال معناها: "لا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلاّ بالله تعالى"، فمفاد قول لا حول ولا قوّة إلا بالله؛ إعلان تمام الاستسلام لله تعالى، وتبرؤ العبد من حوله وقوّته إلى حول الله تعالى وقوّته، وتيقّنه أنّه لا يكون شيءٌ من خيرٍ أو ضرٍّ إلا بمشيئة الله تعالى وإذنه، قال الله تعالى: (وَإِن يَمسَسكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ فَلا رادَّ لِفَضلِهِ يُصيبُ بِهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَهُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ).[٣][٢]
مواطن ذكر الحوقلة
يستحبّ ذكر لا حول ولا قوّة إلا بالله في مواطن كثيرةٍ، منها:[١]
- عند قول المؤذّن حيّ على الصلاة، حي على الفلاح: فجمهور الفقهاء من الحنفيّة والشافعيّة والراجح في مذهب المالكيّة على أنّه يستحبّ لسامع الأذان أن يقول لا حول ولا قوّة إلا بالله عند قول المؤذن حي على الصّلاة، وقوله حيّ على الفلاح.
- عند نزول مصيبةٍ أو مرضٍ أو أذى.
- عند الإعجاب بشيءٍ وخشية إصابته بالعين: ومن هذا ما ورد في سورة الكهف من قصّة صاحب البستان في قول الله تعالى: (وَلَولا إِذ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللَّـهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّـهِ إِن تَرَنِ أَنا أَقَلَّ مِنكَ مالًا وَوَلَدًا).[٤]
- عند التطيّر بشيءٍ: والتطيّر هو التشاؤم من شيءٍ.[٥]
- عند الاستيقاظ من النوم ليلًا.
- بعد كلّ صلاةٍ.
فضل الحوقلة
إنّ لقول لا حول ولا قوّة إلا بالله فضلٌ عظيمٌ؛ فهي إن داوم العبد على ذكرها بابٌ من أبواب الجنّة، وفيها طمأنينةٌ للقلب والنفس، وهي سببٌ من أسباب إجابة الدعاء، وإذا رسخت معانيها في نفس قائلها خلص من الكِبر، وردّت عنه كيد الشيطان، وهي بابٌ لتكفير الذنوب والسيئات، وممّا نُقل عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في فضل لا حول ولا قوّة إلا بالله؛ ما رواه أبو موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- في قوله: "كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَكُنَّا إذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّها النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا، ولَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ثُمَّ أتَى عَلَيَّ وأَنَا أقُولُ في نَفْسِي: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ، قُلْ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فإنَّهَا كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ أوْ قالَ: ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ هي كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ".[٦][٧]
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 248-251. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، الحوقلة مفهومها وفضائلها ودلالتها العقدية، صفحة 62-75. بتصرّف.
- ↑ سورة يونس، آية:107
- ↑ سورة الكهف، آية:39
- ↑ "تعريف وشرح ومعنى تطير"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 07/09/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:6384، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 1794. بتصرّف.