التكبير المُطلَق
يُعرَّف التكبير المُطلَق بأنّه: التكبير الذي يُسَنّ للمسلم أن يُؤدّيه في كلّ وقت في عيد الفِطر، وفي عشر ذي الحجّة، وأيّام التشريق؛[١] سواء كان قبل الصلاة أو بعدها، في الصباح أو في المساء، أو أيّ وقت آخر، قال الله -تعالى-: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ"،[٢] ويُراد بالأيّام المعلومات: العشر من ذي الحجّة، أمّا المقصود بالأيّام المعدودات في قوله -تعالى-: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ" فهي أيّام التشريق،[٣][٤] وفي المقال الآتي بيان ماهيّة التكبير المُطلَق، وما يتعلّق به.
حكم التكبير المطلق
يُسَنّ التكبير المُطلَق للمسلمين جميعهم؛ رجالاً، ونساءً، وشيوخاً، وأطفالاً، كما يُسَنّ الجهر بالتكبير في جميع الأماكن، والأحوال، أمّا المرأة فلا تجهر بالتكبير في وجود غير المحارم، والحكمة من مشروعية التكبير تمجيد الله -سبحانه وتعالى-، وإحياء لعظمته، ومحبته، وسُلطانه، واعترافاً بوحدانيّته ومُلكه وقُدرته؛ إذ لا إله غيره، وهو خالق كلّ شيء، والقادر عليه، وهو الأكبر فلا أكبر منه؛[٥] قال -تعالى-: "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ".[٦]
وقت التكبير المُطلَق
يبدأ وقت التكبير المُطلَق في عيد الفِطر من غروب شمس اليوم الأخير من شهر رمضان المُبارك، ويمتدّ حتى يُنهي الإمام خطبتَي العيد؛ قال -تعالى-: "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"،[٧][٨] أما في عيد الفِطر فيبدأ من بداية شهر ذي الحجّة؛ وتحديداً من غروب شمس اليوم الأخير من أيام شهر ذي القِعدة، ويمتدّ حتى غروب شمس آخر يوم من أيّام التشريق؛ وهو اليوم الثالث عشر من أيّام شهر ذي الحجّة.[٩]
صيغة التكبير المُطلَق
يُعدّ الأمر واسعاً في ما يتعلّق بالتكبير في العيدَين؛ إذ يجوز للمسلم أن يُكبّر الله -تعالى- بأيّ صيغة يشاء،[١٠] إلّا أنّ من الصِّيغ المُستحبَّة في ذلك بحسب أقوال العلماء ما يأتي:
- الحنفيّة: قالوا إنّ صيغة التكبير في العيد هي:
-
"الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد".[بدر الدين العيني، [https://al-maktaba.org/book/427/1463 البناية شرح الهداية]، صفحة 129. بتصرّف.]
- المالكيّة: قالوا إنّ المُكبّر يجوز له أن يُكبّر بأيّ صيغة من الصيغتَين المأمور بهما في الشرع؛ وهما:[١١]
-
"الله أكبر، الله أكبر".
"الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
- الشافعيّة: قالوا إنّ صيغة التكبير هي:
-
"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جُنده، وهزم الأحزاب وحده".[محمد بن قاسم الغزي، [https://al-maktaba.org/book/33949/86 فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب القول المختار في شرح غاية الاختصار]، صفحة 103. بتصرّف.]
- الحنابلة: قالوا إنّ صيغة التكبير هي:
-
"الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".[ابن المُنجَى، أبو البركات، [https://al-maktaba.org/book/33218/569 الممتع في شرح المقنع]، صفحة 574. بتصرّف.]
فضل التكبير المُطلَق
تتعدّد فضائل التكبير بشكل عام، وفي ما يأتي بعض من هذه الفضائل:[١٢]
- منح النفس الطمأنينة والسكينة والثقة؛ إذ يعلم المسلم يقيناً أنّ الله هو المُعِزّ، والمُذِلّ، والعليّ الكبير، فيشعر بالعزّة والقوة والمَنعة والثبات؛ فلا يخاف من أيّ أمر يشغله، لا في المستقبل، ولا الحاضر، ولا يتحسّر على ما فاته؛ قال -تعالى-: "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ".[١٣]
- دحر الشيطان وهزيمته؛ فذِكر الله -تعالى- وتمجيده أقوى سلاح يردّ كيد الشيطان الذي لا يستطيع مقاومته ويهزمه.
- زوال الهموم، والغموم، وتخطّي الصِّعاب، وتحقيق النصر والتوفيق.
- تجديد إيمان العبد بربّه -عزّ وجلّ-، وتمكين لعهده معه، وتقوية للميثاق الغليظ بينهما.
- فتح أبواب السماء، واستجابة الدعاء؛ فقد ورد عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنّه قال: "بيْنَما نَحْنُ نُصَلِّي مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذْ قالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مِنَ القَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قالَ رَجُلٌ مَنِ القَوْمِ: أَنَا، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ قالَ ابنُ عُمَرَ: فَما تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ ذلكَ".[١٤]
- نيل الأجر العظيم من الله -سبحانه وتعالى-؛ فقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-: "التَّسبِيحُ نِصفُ المِيزانِ ، والحمدُ للهِ يَملؤُهُ ، والتَّكبِيرُ يَملأُ ما بين السماءِ والأرضِ ، والصومُ نِصفُ الصَّبرِ ، والطُهورُ نِصفُ الإيمانِ".[١٥]
- أحبّ الكلام إلى الله، وهو من الباقيات الصالحات؛ فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّ أحَبَّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبَرُ".[١٦]
المراجع
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسّر، صفحة 443. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:28
- ↑ سورة البقرة، آية:203
- ↑ "التكبير المطلق والمقيد ( فضله ووقته وصفته )"، الإسلام سؤال وجواب، 12/12/2007، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2021. بتصرّف.
- ↑ الفقه الإسلامي/حكمة التكبير:/i582&d918585&c&p1 "حكم التكبير"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية:102
- ↑ سورة البقرة ، آية:185
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 920. بتصرّف.
- ↑ زهير حسن حميدات، "التكبير المطلق والتكبير المقيّد"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "التكبير في العيدين.. أنواعه.. وصيغه"، إسلام ويب، 12/11/2007، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2021.
- ↑ ابن شاس، عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة، صفحة 175. بتصرّف.
- ↑ د. عبدالسميع الأنيس (3/5/2016)، "التكبير مواطنه، وأثره في التربية اﻹيمانية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:62
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:601، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن رجل من بني سليم، الصفحة أو الرقم:3519، حسن.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:1811، صحيح.