إنّ لا إله إلا الله هي كلمة الإخلاص والتوحيد، وهي الكلمة التي أرسلت الرسل والأنبياء -عليهم السّلام- لأجل الدعوة إليها وتحقيقها، كما جاء في قوله تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)،[١] ومعنى لا إله إلا الله ومقتضاها؛ أنّه لا أحد مستفرّدٌ بالألوهيّة ولا أحد مستحقٌّ للعبادة إلا الله تعالى، وأنّ أحدًا غيره من المخلوقات لا يستحقّ أن يكون معبودًا، فلا إله إلا الله نفيٌ لشريك في العبادة مع الله تعالى، قال تعالى: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).[٢][٣][٤]
شروط قول لا إله إلا الله
إنّ لـِ"لا إله إلا الله" شروطًا لتحقّقها في نفس المسلم ووجدانه، وبيان هذه الشروط آتيًا:[٥]
- العلم بها: فلا بُدّ للمسلم أن يعلم بمراد لا إله إلا الله وما تقتضيه من إثبات الألوهيّة لله تعالى ونفي الشريك له، قال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ).[٦]
- اليقين بها: فلا بُدّ أن يكون قول المسلم للا إله إلا الله عن يقينٍ تامٍ؛ بحيث يصدّق بمعناها ومضمونها تصديقًا جازمًا لا يداخله ريبٌ أو شك، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)؛[٧] أي أنّ المؤمن الحقّ الصادق هو الذي لا يدخل الشك في إيمانه بالله تعالى ورسوله.
- القبول لما تقتضيه عبارة لا إله إلا الله وما تُلزمه قبولًا تامًّا بالقلب واللسان.
- الانقياد لها: أي الانقياد لما تلزمه لا إله إلا الله من تمام التسليم لله تعالى، كما جاء في قوله تعالى: (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)،[٨] والعروة الوثقى هي لا إله إلا الله.
- الصدق بها: أي أن يقولها الإنسان صادقًا بلا كذب، مصدّقًا قلبه للسانه، فلا يكفي أن يقولها باللسان فقط، بل لا بُدّ أن يصدّق القلب على ما قال اللسان.
- الإخلاص: وذلك أن يقولها خالصةً لله تعالى؛ فينقّي أعماله من كل شوائب الشرك، قال النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: "أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ مَن قَالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفْسِهِ".[٩]
فضل قول لا إله إلا الله
إنّ لكلمة التوحيد فضلٌ عظيمٌ، ومن فضلها ما يلي:[١٠]
- أنّ في قولها عصمةٌ للدم والمال؛ لما روي عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: "مَن قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَفَرَ بما يُعْبَدُ مَن دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ علَى اللَّهِ".[١١]
- أنّها سببٌ لدخول الجنّة، كما روي عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قوله: "ما مِن عَبْدٍ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ثُمَّ ماتَ علَى ذلكَ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ".[١٢]
- أنّها سببٌ في تكفير الخطايا والذنوب، وهي حرزٌ ووقايةٌ من الشيطان وأمانٌ من وحشة القبر.
المراجع
- ↑ سورة الأنبياء، آية:25
- ↑ سورة آل عمران، آية:18
- ↑ صالح الفوزان، معنى لا إله إلا الله ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع، صفحة 20. بتصرّف.
- ↑ موسى بن سليمان السويداء، "ما لا تعرفه عن كلمة التوحيد"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 09/09/2021. بتصرّف.
- ↑ "شروط لا إله إلا الله"، الإسلام سؤال وجواب، 25/02/2001، اطّلع عليه بتاريخ 09/09/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية:19
- ↑ سورة الحجرات، آية:15
- ↑ سورة لقمان، آية:22
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6570، صحيح.
- ↑ سعد بن عبد الله البريك (08/05/2014)، "لا إله إلا الله فضلها وآثارها"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 09/09/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن طارق بن أشيم الأشجعي، الصفحة أو الرقم:23، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:94 ، صحيح.