اختار الله -سبحانه وتعالى- وارتضى لنفسه أسماءً حسنى دالةً على ذاته وصفاته، ووردت هذه الأسماء في القرآن الكريم والسنة النبويّة،[١] ورُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قوله: "إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ"،[٢] وقد ترد أسماء الله الحسنى في أذكار المسلم وأوراده، وآتيًا بيان الكيفيّة المشروعة لذكر الله تعالى بأسمائه الحسنى.


كيفيّة الذكر بأسماء الله الحسنى

إنّ لذكر الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى صورًا وهيئاتٍ، منها ما لم يثبت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أو يرد فيه نصٌّ يُشرّعه، ومنها ما هو مشروعٌ بدلالة النصوص، وآتيًا بيان هذه الصور والهيئات.


ذكر الله بأسمائه مفردةً مجرّدة

ويقصد بذكر الله باسمٍ من أسمائه الحسنى مجردًا أو مفردًا؛ أن يقول الذاكر: الله الله، أو الرحيم الرحيم، أو حيّ حيّ، ونحو ذلك مع سائر أسمائه الحسنى، ولم يُؤثر أو يرد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أو الصحابة -رضي الله عنهم- أنّهم ذكروا الله تعالى على هذا النحو؛ لذا لا يُشرع أن يُذكر الله تعالى باسمٍ مفردٍ من أسمائه الحسنى، وأشار العلماء إلى أنّ ذكر الله تعالى لا بُدّ أن يكون في جملةٍ تامّةٍ وافية المعنى، وأفضل الذكر ما وردت صيغته وألفاظه في القرآن الكريم أو في سنّة النبيّ عليه الصلاة والسلام.[٣][٤]


التسبيح بأسماء الله الحسنى

إنّ تسبيح الله تعالى من فضائل الأعمال، ويُشرع أن يُذكر الله تعالى بالتسبيح بأيّ اسمٍ من أسمائه الحسنى، بدليل ما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من التسبيح بأسماء الله، ومن ذلك:[٥]

  • تسبيح الله تعالى في الركوع باسمه العظيم؛ فيقول المصلّي: سبحان ربيّ العظيم، وتسبيحه في السجود باسمه الأعلى؛ فيقول المصلّي: سبحان ربّي الأعلى.
  • ما كان من فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا سلَّمَ في الوترِ قالَ سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ".[٦]
  • ما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "أنَّهُ صلَّى معَ رسولِ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ فسمعَهُ حينَ كبَّرَ قالَ اللَّهُ أَكبرُ ذا الجبروتِ والملَكوتِ والْكبرياءِ والعظمةِ".[٧]


دعاء الله بأسمائه الحسنى

إنّ دعاء الله تعالى والتضرّع إليه بأسمائه الحسنى من الأمور المشروعة التي لا حرج فيها؛ لقول الله تعالى: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها)،[٨] ولما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والصحابة -رضي الله عنهم- أنّهم كانوا يدعون الله تعالى بأسمائه الحسنى،[٤] ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه كان جالسًا مع النبيّ، وبقربهما رجلٌ يُصلّي، فلمّا فرغ من صلاته دعا قائلًا: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ"،[٩] فأقرّه النبيّ على دعائه وقال عنه: "لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ الَّذي إذا دعيَ بِهِ أجابَ وإذا سئلَ بِهِ أعطى".[٩]


أذكار وردت فيها أسماء حسنى

ورد في بعض الأذكار التي رويت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عددٌ من أسماء الله الحسنى، ومنها:

  • اسما الله العظيم والحليم: وذلك فيما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يقول عند الكرب: "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ".[١٠]
  • اسما الله العلي والعظيم: كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- من توجيه النبي له في قوله: "يا أَبا هُرَيْرَةَ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ من كُنوزِ الْجَنَّةِ ، فَقُلْتُ: بَلى يا رَسولَ اللهِ، قَال: تَقولُ: لا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ".[١١]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 26. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7392، صحيح.
  3. "شبهات وجوابها حول الذكر باللفظ المفرد"، إسلام ويب، 14/12/2004، اطّلع عليه بتاريخ 25/10/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "الذكر الصحيح لأسماء الله الحسنى"، إسلام ويب، 25/12/2002، اطّلع عليه بتاريخ 25/10/2021. بتصرّف.
  5. "مشروعية تسبيح الله تعالى بأي اسم من أسمائه الحسنى"، إسلام ويب، 17/02/2011، اطّلع عليه بتاريخ 25/10/2021. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:1430، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:1068، صحيح.
  8. سورة الأعراف، آية:180
  9. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1495، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6345، صحيح.
  11. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:220، إسناده صحيح.