الاستغفار

شرعَ الله -سبحانه وتعالى- الاستغفار لكلّ مسلم ومسلمة، وأمره به في جميع الأوقات والأحوال؛ لما له من فضل عظيم في غفران الذنوب والسيّئات والتجاوز عنها؛ قال -تعالى-: "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"،[١] وتفريج الهموم والغموم، وتيسر الأمور، وتسهيل الحاجات، وغيرها من وجوه الخير في الدُّنيا والآخرة، كما حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على ذلك، وبدأ بنفسه؛ إذ قال: "واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً"،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ الإكثار من الاستغفار أمر مرغوب فيه ومُستحَبّ بأيّ صيغة كانت، وكما يُستحَبّ له التنويع فيها وفي غيرها،[٣] وفي المقال الآتي بيانٌ لبعض صِِيَغ الاستغفار.


صِيغ الاستغفار

ورد الحثّ على الاستغفار في عدّة مواضع في القرآن الكريم، وسنّة النبيّ الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-، وفي ما يأتي بيانٌ لبعضها:[٤]


من صِيغ الاستغفار في القرآن الكريم

وردت العديد من صِيغ الاستغفار في القرآن الكريم، ومنها ما يأتي:



"وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا".[سورة البقرة، آية:286]




"رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".[سورة آل عمران، آية:147]




"رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".[سورة آل عمران ، آية:16] 




"رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ*رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ".[سورة آل عمران، آية:191-193]




"رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".[سورة الأعراف، آية:151]




"أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ".[سورة الأعراف، آية:155]




"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ".[سورة إبراهيم، آية:41]




"رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ".[سورة المؤمنون، آية:109]




"وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ".[سورة المؤمنون، آية:118] 




"رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".[سورة التحريم، آية:8] 




"رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي".[سورة القصص، آية:16]




"رَبِّ اغْفِرْ لِي".[سورة ص، آية:35]




"رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا".[سورة نوح، آية:28] 




"رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ".[سورة الحشر، آية:10]




"وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".[سورة الممتحنة، آية:5]




من صِيغ الاستغفار في السنّة النبويّة

تتعدّد صِيغ الاستغفار الواردة في سُنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنها ما يأتي:



"اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ".[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6306، صحيح.]


  • وهو سيّد الاستغفار الذي يُعدّ أفضل صيغة للاستغفار؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ".[٥]



"اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ".[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:834، صحيح.]


  • فقد ورد عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- "أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ".[٦]



"أستَغفرُ اللَّهَ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ الحيَّ القيُّومَ، وأتوبُ إليهِ".[رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:1517، صحيح.]


  • قال -صلّى الله عليه وسلّم-: "من قالَ: أستَغفرُ اللَّهَ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ الحيَّ القيُّومَ، وأتوبُ إليهِ، غُفِرَ لَهُ، وإن كانَ قد فرَّ منَ الزَّحفِ".[٧]



"ربِّ اغفِر لي وتُب عليَّ ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الغَفورُ".[رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3434، صحيح.]


  • ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنّه: "كانَ يُعَدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المجلسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ من قبلِ أن يقومَ : ربِّ اغفِر لي وتُب عليَّ ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الغَفورُ".[٨]



"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ".[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:591، صحيح.]


  • "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ. قالَ الوَلِيدُ: فَقُلتُ لِلأَوْزَاعِيِّ: كيفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ".[٩]



"سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ".[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:484، صحيح.]


  • "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ مِن قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ...".[١٠]



"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ".[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:771، صحيح.]




"رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ".[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:6398، صحيح.]




"اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ".[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:834، صحيح.]




"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ".[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:483، صحيح.]




"اللَّهمَّ اغفِرْ لي وارحَمْني واهدِني وارزُقْني".[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2696، صحيح.]




المراجع

  1. سورة الأنفال، آية:33
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6307، صحيح.
  3. "الاستغفار .. وكيفيته وعدده"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
  4. عبده قايد الذريبي (12/3/2011)، "صيغ الاستغفار"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6306، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:834، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:1517، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3434، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:591، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:484، صحيح.