لا إله إلا الله
إنّ لا إله إلا الله كلمة التوحيد، وشهادة الإسلام، ومقتضاها؛ إثبات أنّ الله -سبحانه وتعالى- وحده المستحقّ للعبادة، ونفي الشريك له وأنّ أحدًا سواه لا يستحقّ العبادة ولا يُنازعه في ألوهيّته، قال تعالى: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،[١] ولا إله إلا الله أفضل شعب الإيمان وأعلاها كما روي عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قوله: "الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ"، [٢] وتحقيق معنى لا إله إلا الله يقتضي من العبد أن يطيع الله تعالى فلا يعصيه؛ هيبةً وإجلالًا ومحبّةً ورجاءً وخشيةً منه سبحانه وتعالى.[٣][٤]
سر ذكر لا إله إلا الله
يكمن سرّ ذكر لا إله إلا الله وعظمته؛ في أنّه أشرف الذكر، وشعار الإسلام، وركنه الأعظم، ولا إله إلا الله هي الكلمة الفارقة بين الإيمان والكفر، وأنّ إرسال الرسل والأنبياء -عليهم السّلام- كان للدعوة إليها وتحقيقها، كما جاء في قوله تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)،[٥] وهي العروة الوثقى، وبمجرّد قولها يعصم من قالها دمه وماله، ومن قالها صادقًا مخلصًا فيها حُرِّم على النار؛ لما روي عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: "فإنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَى النَّارِ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ"،[٦] كما أنّ من كانت لا إله إلا الله آخر كلامه دخل الجنّة بإذن الله كما روي عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: "من كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخلَ الجنَّةَ"،[٧] كما روي في فضلها أنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قال: "من قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ، يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ إلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أكْثَرَ منه".[٨][٩][١٠]
شروط لا إله إلا الله
إنّ لتحقيق مقتضى لا إله إلا الله شروطًا لا بُد من وجودها، وهي:[٣]
- العلم بمعناه وما يتضمّنه من نفي وإثبات؛ إثبات الألوهية لله تعالى ونفي الشريك عنه، ومن ذلك قول الله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ).[١١]
- اليقين بها دون شكٍّ أو ريب.
- الإخلاص والصدق المانع من النفاق وذلك بقولها باللسان مع اعتقاد مدلولها في القلب.
- الانقياد لها بأداء حقوقها وما تقتضيه من الأعمال الواجبة لله تعالى وابتغاء مرضاته وترك ما نهى عنه.
- محبّة هذه الكلمة وما دلّت عليه والسرور بها.
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية:18
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:35، صحيح.
- ^ أ ب صالح الفوزان، معنى لا إله إلا الله ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع، صفحة 18-21. بتصرّف.
- ↑ "فضائل كلمة التوحيد: لا إله إلا الله"، إسلام ويب، 29/03/2021، اطّلع عليه بتاريخ 15/09/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية:25
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن محمود بن الربيع الأنصاري، الصفحة أو الرقم:5401، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:3116، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6403، صحيح.
- ↑ سعد بن عبد الله البريك (08/05/2014)، "لا إله إلا الله فضلها وآثارها"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/09/2021. بتصرّف.
- ↑ "فضائل كلمة التوحيد: لا إله إلا الله"، إسلام ويب، 29/03/2021، اطّلع عليه بتاريخ 15/09/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية:19