معنى التوحيد
يتضمّن التوحيد نفي وإثباتٌ؛ فالنفي فهو نفي الألوهية عمّا سوى الله -تعالى-، أمّا الإثبات فهو إثبات الألوهية لله وحده دون غيره، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإله في اللغة يتضمّن خمسة معاني؛ الخالق، والمُجير، والعلي المتعالي، والمعية الدائمة، والإله المعبود،[١] ويتضمّن التوحيد أيضاً أنّ الله واحدٌ لا شريك له في ربوبيته وأسمائه وصفاته إلى جانب ألوهيته.[٢]
صيغ التوحيد
وردت عدّة صيغٍ للتوحيد يُذكر منها:
- (لا إله إلّا الله).
- (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).[٣]
- (أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ).[٤]
- (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ).[٥]
شروط التوحيد
لا يصحّ توحيد الله -سبحانه- إلّا بالإتيان بعددٍ من الأمور الآتي بيانها:
العلم واليقين
ويُراد بالعلم بالتوحيد إثبات الألوهية لله وحده ونفيها عمّن سواه، قال -تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ)،[٦] ولا بدّ أن يكون قائلها مستيقناً بها جازماً بمدلولاتها دون أي شكٍّ أو تردّدٍ.[٧]
القبول
أي الرضا بما تقتضيه كلمة التوحيد قلباً ولساناً بتواضعٍ وخضوعٍ دون أي استكبارٍ. [٧]
الانقياد
أي انقياد القلب وخضوعه وتواضعه لله -تعالى-، وعلم العبد بأنّ عليه التزام طاعة الله -سبحانه-، وتجنّب ارتكاب المعاصي والذنوب.[٧]
الصدق
أي النطق بكلمة التوحيد بصدقٍ وإخلاصٍ نابعاً من القلب، وموافقة القلب بما ينطق به اللسان.[٧]
الإخلاص
أي تصفية العمل والنية فيه من أي شوائب ومن أي أمرٍ يعكّر صفو النية.[٧]
المحبة
أي محبّة كلمة التوحيد ودلالاتها ومحبّة العاملين والملتزمين بها، وتقديم محبة الله على محبة ما سواه.[٧]
فضل ذكر التوحيد
تترتب العديد من الفضائل والأُجور على النطق بكلمة التوحيد، بيان البعض منها فيما يأتي:[٨]
- البراءة من الشرك؛ إذ إنّها الغاية من الغاية من خَلْق الخلق وإرسال الرسل وإنزال الكتب، قال -تعالى-: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ).[٩]
- التوحيد سببٌ لدخول الجنة والنجاة من النار، أخرج الإمام مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُغِيرُ إذَا طَلَعَ الفَجْرُ، وكانَ يَسْتَمِعُ الأذَانَ، فإنْ سَمِعَ أذَانًا أمْسَكَ وإلَّا أغَارَ فَسَمِعَ رَجُلًا يقولُ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: علَى الفِطْرَةِ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ).[١٠]
- النطق بكلمة التوحيد سببٌ من أسباب مغفرة الذنوب والخطايا، ومضاعفة الأجور والحسنات، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ نبيَّ اللهِ نوحًا صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ لما حَضرتْهُ الوَفاةُ، قال لابنِه: إنِّي قاصٌّ عليكَ الوصيَّةَ، آمُرُك باثنَتينِ، وأنهاكَ عَن اثنَتَينِ: آمُرُك بلا إلهَ إلَّا اللهُ؛ فإنَّ السَّماواتِ السَّبعِ والأرَضينَ السَّبعَ، لَو وُضِعَتْ في كفَّةٍ، ووُضِعَتْ لا إلهَ إلَّا اللهُ في كفَّةٍ، لرجَحت بهنَّ).[١١]
المراجع
- ↑ الشيخ محمد صديق (27/10/2015)، "كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فضلها ومعناها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/10/2021. بتصرّف.
- ↑ "معنى التوحيد ، وأقسامه"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 25/10/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن ميمون، الصفحة أو الرقم:2693، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:234، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6345، صحيح.
- ↑ سورة محمد، آية:19
- ^ أ ب ت ث ج ح "توحيد الألوهية شروط لا إله إلا الله"، طريق الإسلام، 2017/12/20، اطّلع عليه بتاريخ 25/10/2021. بتصرّف.
- ↑ الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل (8/9/2007)، "فضل لا إله إلا الله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية:25
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:382، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:426، صحيح.